للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الوسطية]

أيها الأخوة! هذه المدرسة وسط بين الطوائف، فالأمة الإسلامية وسط بين الأمم، وأهل السنة وسط بين الطوائف قال سبحانه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} [البقرة:١٤٣] انظر إلى اختيار الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى لهذه الطائفة المنصورة؛ أن جعلها وسطاً بين المرجئة والخوارج، فـ المرجئة يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، ويرون أن أصل الإيمان واحد، وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وأن إيمان أبي بكر مثل إيماني وإيمانك! أبو بكر الذي دفع دمه وعرقه ووقته وماله في خدمة ونصرة لا إله إلا الله مثلي ومثلك الذي لا يحضر الواحد منا إلا بكل إلحاح لصلاة الفجر!! هؤلاء المرجئة.

وخالفهم الخوارج فوقفوا في الطرف المقابل، وقالوا: صاحب الكبيرة كافر خارج عن الملة، وهذا خطأ.

وتوسط أهل السنة فقالوا: الإيمان يزيد وينقص، وصاحب الكبيرة فاسق بكبيرته ما لم يستحلها؛ فإن استحلها كفر، وإلا فهو مسلم، لكنه ناقص الإيمان كما ذكروا ذلك، وهذا هو الوسط.

وسط بين الرافضة والنواصب، الرافضة غالوا في آل البيت حتى ألهوا علياً رضي الله عنه وأرضاه، أتى ابن سبأ بفكرة لعينة إلحادية في عهد علي وقال: هو الإله.

فلما سمع علي رضي الله عنه ذاك؛ ضاق ذرعه وقام وأوقد النار في أخاديد، وأخذ مولاه قنبر وهو نشيط قوي وقال له: عليَّ بهم.

فكان يجرهم قنبر ويضعهم في النار ويحرقهم ويقول علي:

لما رأيت الأمر أمراً منكرا أججت ناري ودعوت قنبرا

يقول: لما رأيت أن هؤلاء خرجوا عن الملة أحرقتهم.

فهذا موقف علي من الرافضة السبئية وهو موقف حازم يشكر عليه، أثابه الله عن الإسلام والمسلمين.

أيضاً النواصب وقفوا في المقابل فسبوا أهل البيت، ووقف أهل السنة وسطاً، فعرفوا حقوق أهل البيت، بمقابل الرسول عليه الصلاة والسلام: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى:٢٣].

<<  <  ج:
ص:  >  >>