للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الرسول صلى الله عليه وسلم يعيش معنا]

يا مسلم! يا مؤمن! يا عبد الله! إن باستطاعتك أن تجعل الرسول عليه الصلاة والسلام يعيش معك دائماً, في الطائرة, في السيارة, على ظهر السفينة, في البيت, في الحديقة, في السوق, في الدكان, في المكتب, في الفصل, بماذا؟! بذكره, بالصلاة عليه, باتباع سنته صلى الله عليه وسلم, بالعيش معه, باقتداء أثره, تعيش معه وأنت تسمع لسيرته في الشريط الإسلامي, وتقرأ سيرته في الكتاب الإسلامي, وتقرأ عظمته في القرآن العظيم.

تعيش معه وأنت فقير, لأنه سيد الفقراء, إذا عضك الفقر بنابيه، وجثم عليك بركبتيه، فتذكر الفقير الأول محمداً عليه الصلاة والسلام.

إذا لم تجد ثوباً للعيد تكتسيه أو ثوباً للمناسبات، فاعلم أن محمداً عليه الصلاة والسلام لم يجد ثوباً في بعض المناسبات.

البس لكل حالة لبوسها إما نعيمها وإما بؤسها

إذا لم تجد وجبة شهية تأكلها ونمت جائعاً, فاعلم أنه عليه الصلاة والسلام نام عشرات الليالي بلا طعام, بل أخذ الحجر وربطه على بطنه من الجوع.

إذا سهرت من الحمى، وأضناك المرض، وطارحت النجم، وشكوت برحاءك على الله، وسامرت الكوكب, فاعلم أنه عليه الصلاة والسلام قد حمَّ ومرض وعاش المرض والحمى عشرات الليالي.

إذا اغتنيت ورأيت المال معك والصحة؛ والفلل والقصور؛ والأبناء والأولاد؛ والسيارات فاشكر الله, واعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم اغتنى وجمع الأموال؛ فكان شاكراً لله مخبتاً منفقاً متصدقاً.

إذا انتصرت على الباطل, فلا يجمح بك الهوى، ولا تعجبك نفسك, فقد انتصر عليه الصلاة والسلام فخضع رأسه لله ودمعت عيناه.

إذا غُلِبت في الجولات فعليك بالسكينة والصبر, واعلم أنه عليه الصلاة والسلام غلب فسكن وصبر لله عبودية.

إذا مات ابنك فاحتسبه عند الله, فقد احتسب عليه الصلاة والسلام ابنه إبراهيم أحب الأبناء إليه وعمره سنتان، يودعه عليه الصلاة والسلام ودموعه تراق على خده.

بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا

نكاد حين تناجيكم ضمائرنا يقضي علينا الأسى لولا تأسينا

فيقول لابنه إبراهيم: {تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون}.

هذا هو الرسول عليه الصلاة والسلام، سيعيش معكم ما أردتم أن يعيش معكم, وسوف يحرم الإنسان العيش معه عليه الصلاة والسلام يوم يغلق بابه عن دخول سنة محمد عليه الصلاة والسلام, يوم يقول للمصحف: اخرج من بيتي! ويضع مكانه المجلة الخليعة! يوم يخرج الشريط الإسلامي المفيد النافع، ويأتي بشريط الغناء الآثم المجرم! سوف يخرج سنة محمد عليه الصلاة والسلام, وسوف يخرج محمداً عليه الصلاة والسلام من بيته, يوم يترك الحلال من الطعام، ويأكل الربا والحرام, ويوم يتخلف عن الصلوات الخمس, ويوم يهاجم السنة في ملبسه ومظهره ومجلسه وممشاه, معنى ذلك أنه يقول للرسول عليه الصلاة والسلام: أنا لا أقبل سنتك! وأنا لا أذعن لمنهجك! وأنا لا أتبع خطاك! وأنا لا أسير على مبادئك!

<<  <  ج:
ص:  >  >>