فالعبد العاصي لا يزال يذنب ويذنب حتى يسقط من عين الله.
بكى الحسن البصري فقالوا: مالك تبكي؟ قال:[[أخشى أن يلقيني ربي في النار ثم لا يبالي ولا ينظر إلي]] وبعض الناس يسقط من عين الله فلا يجعل له وزناً ولا كرامة ولا وقاراً، ويجعله من صنف القردة والخنازير والحمير والعياذ بالله، فيسقطه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى من عينه ومن قلوب الخلق فلا يكون له وزن.
ولذلك يقولون: أرخص الناس عند الناس من عصى رب الناس.
حتى قالوا: إن الزانية إذا زنى بها الزاني كانت أرخص الناس عنده، ولا يرضى أن يتزوجها، ولا يحب أن تكون له زوجة، ويحتقرها دائماً في نفسه، ويسأل الله ألا تكون أخته أو ابنته أو أمه أو قريبته أو خالته أو عمته مثلها، ويرى في نفسه أنها خائنة وداعرة، وأنها قد ارتكبت أمراً فضيعاً، وهو الذي زنى بها، وهي نفسها لا ترضاه زوجاً إلا إذا كانت متخلعة، ولا ترضى أن يكون أبوها أو أخوها أو عمها أو خالها كمثل هذا الزاني، وهذا من رخصهم عند الله وخلقه، نسأل الله العافية والسلامة.