[أبو نواس موحد في شعره]
بإمكان المسلم أن يدخل الجنة ببيت شعر يصدق فيه مع الله ويكون عاملاً بهذا البيت حسان بن ثابت قائد الشعراء إلى الجنة، وامرؤ القيس قائد الشعراء إلى النار؛ لأن ذاك آمن في شعره وهذا كفر في شعره، يقول ابن كثير وهو يستدل على قدرة الباري تبارك وتعالى: ولـ أبي نواس أبيات ما أحسنها في الإيمان أبو نواس يأتي إلى الزهرة -ونحن لا نطلب من الأدباء والشعراء والقصاص أن يكونوا وعاظاً، وإنما نطلب منهم أن يكونوا مؤمنين- فيصفها لكن يذكر من بدأ الزهرة وأبدعها ويصفون الليل ولكن يأتون بمن ألبس الليل جلباب السواد ويصفون الصباح ولكن يتحدثون عمن أعطى الصباح رحيقه ومسكه وجماله فـ أبو نواس يقول:
تأمل في نبات الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات بأحداق هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك
هذا هو عرض العقيدة في الشعر.
ذكر بعض العلماء في ترجمته أنه رؤي في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وأدخلني الجنة بقصيدتي في النرجس.
تأمل في نبات الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات بأحداق هي الذهب السبيك
على كثب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريك
{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} [مريم:٦٥] {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد:١٩].
أديب السودان يعلن بقصيدته الإيمان -وقد مر معنا- يوم يقول:
قل للطبيب تخطفته يد الردى من يا طبيب بطبه أرداكا
وبعض الناس يعيش بلا رسالة، يصف الغزال والحمار والثور والليل والبهائم والعجماوات لكن ما عنده رسالة الشيوعي يحمل رسالة في قصائده، والحداثي يحمل رسالة حداثية ملحدة في شعره لكن تجد بعض الناس لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، واقف في الوسط، ما دخل في الليل ولا دخل في النهار.
ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستشهدون وهم شهود
شاعر ما له رسالة ولا له هدف ومثل من يقول:
يا ظبية أشبه شيء بالمها ترعى الخزامى بين أشجار النقى
وفيها حكمة، لكن الواجب أن يحول شعره ويسكب فيه الإيمان.
ويأتي شاعر بعده بقرن أو أكثر، فيأتي على البحر بقصيدة في الإيمان ويقول:
لطائف الله وإن طال المدى كلمحة الطرف إذا الطرف رنا
كم فرح بعد إياس قد أتى وكم سرور قد أتى بعد الأسى
سبحان من يعفو ونهفو دائماً ولم يزل مهما هفا العبد عفا
يعطي الذي يخطي ولا يمنعه جلاله عن العطا لذي الخطا
إلى آخر القصيدة التي يذكر في الأسماء والصفات فهذه يدخل بها إن شاء الله الجنة.