ومن خصائصهم: ترك الخصام والجدال والمراء في مسائل الحرام والحلال.
قال ابن رجب رحمه الله في كتابه: فضل علم السلف على علم الخلف: ومما أنكره أئمة السلف: الجدال والخصام والمراء في مسائل الحلال والحرام -أيضاً- ولم يكن ذلك من طريقة أئمة الإسلام، وإنما حدث ذلك بعدهم، كما أحدثه فقهاء العراقيين في مسائل الخلاف بين الشافعية والحنفية، وصنفوا كتب الخلاف، ووسعوا البحث والجدل، والله يقول:{مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}[الزخرف:٥٨].
فـ أهل السنة لا يريدون الخلاف، ولا يحبون الجدل، ولا يتقولون في شرع الله، ويحبون الاجتماع، وأن يكون القول قولاً واحداً، ويحبون الألفة، ويتشاغلون بالقرآن والسنة، أما أهل البدع فيشتغلون بالجدل ويتركون العمل:{وما ضل قوم بعد هدىً كانوا عليه إلا أوتوا الجدل}.
ومن خصائص أهل السنة: أن ما يقولونه من الكلام في النصوص إنما هو بفهم أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة.
أي: أنهم يفهمون الدين كما فهمه أبو بكر وعمر -رضوان الله عليهم- والصحابة، ففهمك اجعله كفهم الصحابة -رضوان الله عليهم- فلا تأت بفهم جديد، ويسمى هذا التجديد والتطوير في المناهج، والافتراء والتغيير، ويسمونه: إعادة البناء، كما سماه الروسيين (البروستريكا): إعادة البناء، فليس عندنا إعادة بناء:[[اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم]] {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد} انتهى الأمر:
سلم قيادك للرسول محمد وارض بسنته مع الأقوام
فإذا رضيت بذلك نجحت في الدنيا والآخرة.
كان معنا درس مع طلبة العلم في آداب قضاء الحاجة، وإذا الأحاديث أكثر من ثلاثين حديثاً، فمحمد صلى الله عليه وسلم يُعلِّمك كيف تدخل دورة المياه وكيف تخرج؟ وكيف تقضي حاجتك أو تستقبل أو تستدبر، وماذا تفعل؟ هل سمعتم بشرع كهذا؟! وهل سمعتم بمعلم أرقى من هذا المعلم؟! عليه الصلاة والسلام.