قال المؤلف رحمه الله تعالى: وأول من أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه.
أول من أجابه من الرجال أبو بكر، وأول من أنفق أمواله في سبيل الله أبو بكر، ولذلك كان هو الخليفة بعد الرسول عليه الصلاة والسلام وما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أفضل من أبي بكر الصديق.
يقول عمر:{أردت أن أسبق أبو بكر يوماً من الأيام؛ فأخذت نصف أموالي وأتيت بها رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقال لي صلى الله عليه وسلم: ماذا أبقيت لأهلك؟ قلت: أبقيت لهم نصف مالي، ثم قلت: يا رسول الله هل سبقني أحد بشيء، قال: نعم سبقك أبو بكر الصديق بماله كله قال عمر: فو الله ما أستطيع أن أسابق أبا بكر رضي الله عنه وأرضاه}.
أسلم وصدَّق الرسول عليه الصلاة والسلام وأنزل سُبحَانَهُ وَتَعَالَى قوله:{وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}[الزمر:٣٣] يقول عليه الصلاة والسلام: {ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له كبوة، غير أبي بكر الصديق} أي: كان له توقف وكان له تأمل إلا أبا بكر رضي الله عنه فإنه أسلم وما تلعثم وما تأخر رضي الله عنه وأرضاه.