نعم تؤكل للحديث المتفق عليه قال أنس:{أنفجنا أرنباً بـ مر الظهران} مر الظهران في المدينة من جهة البحر الأحمر إلى مكة - أنفجنا: طاردنا أرنباً، أو خوفنا أرنباً.
{فخافت، فطاردتها -كان أنس غلاماً شاباً قوياً فلحقها فأمسكها- فأتى بها إلى أبي طلحة فذبحها وطبخها وأرسل بوركها إلى الحبيب عليه الصلاة والسلام} انظر إلى رسول البشرية يقبل هدية ورك الأرنب، حتى إنه قال عليه الصلاة والسلام للناس:{ولو أهدي إليَّ ذراعٌ لقبلت} وانظر إلى مشاركة الولدان حتى في الأرنب، لا يمنعهم حتى يشاركهم حبيبهم عليه الصلاة والسلام.
وكان من الصحابة من اشتهر بالسرعة حتى كاد يصيد الغزلان والأرانب بيده، وأسرع من سمعنا في التاريخ سلمة بن الأكوع كان يسبق الخيل، وكان يصيد الغزلان في الصحراء، فيسعى حتى يفحم الغزال ويصيدها، ويسعى وراء الأرنب ويوقفها مكانها، وقصته هذه تغني: فقد طارد يوم ذي قرد أو غزوة الغابة أناساً من غطفان حتى أمسكهم إلى أن أتى الرسول عليه الصلاة والسلام وهم خيالة وهو على رجله.
وهكذا الطاقات تتفجر في حياته عليه الصلاة والسلام فيعطي أهل التخصصات تخصصاتهم، حتى أهل الرياضة برعوا لكنهم كانوا يؤمنون بالله واليوم الآخر، وأهل الأدب برعوا كـ حسان وابن رواحة لكنهم كانوا يؤمنون بالله واليوم الآخر، والمصارعون برعوا كـ ركانة وغيره لكنهم يؤمنون بالله واليوم الآخر، وأدب ليس فيه إيمان أدب ملعون، ورياضة ليس فيها إيمان رياضة ملعونة، ومصارعة ليس فيها إيمان ولا مخافة إيمانية مصارعة ملعونة؛ يقول أبو الحسن الندوي: عين ليس فيها إيمان مقلة عمياء -أو كما ينقل عنه- ويد لا تحمل إيماناً إشارة لا مفهوم لها، وقلب ليس فيه إيمان كتلة لحم، وأمة ليس فيها إيمان قطيع من البهائم، فرسالتنا الإيمان وهي رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.