فتية عاشوا في زمن من الدهر مع ملك من الملوك، وهو ملك ملحد ظالم سفاك مجرم لا يعرف الله، وهؤلاء الفتية خرجوا معه يوم المهرجان، ورأوا قومهم يعبدون الأصنام، ويسجدون للأوثان، ويتقربون للحجارة التي لا تنفع ولا تضر، وأراد الله أن يحيي قلوب هؤلاء الشباب، وأن يدخل لا إله إلا الله في قلوبهم.
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ}[الأنعام:١٢٢]{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}[الأنعام:١٢٥] فأتى شاب منهم عمره يقارب الاحتلام، قال: هذا دجل وكذب وافتراء على الله أن تعبد هذه من دونه، من رفع السماء؟ من بسط الأرض؟ من كوكب الكواكب؟ من جعل النجوم بهية إلا الله؟ فانزوى تحت ظل شجرة وأتاه زميله وقد ألقى الله في قلبه الإيمان كما ألقى في قلب خدنه ورفيقه، وأتى الثالث، والرابع حتى أتوا سبعة، فاجتمع رأيهم أن هذا ضلالة:{هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ}[الكهف:١٥] أي: الحجج والبراهين التي تبين أن هؤلاء آلهة من دون الله.