مِن شعراء السوء
أدباً فصل الأمة عن دينها، فالتطور في نظره: ألاَّ تذكر المسجد ولا المصحف، ولا تفكر في الكعبة ولا في زمزم، ولا تتغنى بـ بدر ولا حطين، ولا تتلهف لـ عمر وخالد والرشيد والمعتصم.
أدباً مهمته: توسيع البطون للمتآكلين به من أموال اليتامى والأرامل واللاجئين.
أدباً نتيجته: ميدالية ذهبية، أو سيارة فاخرة، أو كلمة شكر من الجنرال، أو ابتسامة من أمير المؤمنين.
ولذلك قام طاغية العراق فحكم بالإعدام على ابنه تزويقاً وإلهاءً وضَحِكاً على ذقون الشعوب، هو ما حكَّم الشريعة، وهو داس المصحف بقدمه، وهو قد كفر برسالة محمد عليه الصلاة والسلام، ولكنه تظاهر بالعدالة ليقتص من ابنه القاتل السفاح، فقام شاعر العراق عبد الرزاق عبد الواحد يقول للسفاح ويستبكي عينه التي ما بكت من خشية الله:
أكان هذا امتحان الله نقبله لكن معاً كلنا لله نمتثلُ
يا سيدي كل نفس قبلك امتحنت حتى الأئمة والأسباط والرسلُ
ولم يقل رب إسماعيل قدمه لكن فداه ألا تفديه يا رجلُ
ماذا يقول العراقيون لو سئلوا ماذا يقال لـ صدَّام الذي حملوا
بين الضلوع ومن أصفاهم دمه وحبه وإلى أحلامه دخلوا
هذا الذي ملأت فلاَّحةٌ فمَه خبزاً ومن كلهَّ من كفه أكلوا
ماذا يقال أجل جاءت مسددة وهكذا أبداً تأتي بها الغيلُ
لكننا يا كبير القوم نفزع أن تقول أهل العراق اليوم ما فعلوا
لقد صنعت سلاماً فارفقن به أعط السلام سلاماً أيها الرجلُ
فماذا كان؟
قامت الجماهير تبكي على هذه العدالة، وتشيد بسيادة الرئيس، وتناديه أن يفدي ابنه -كبشه- بكبش سمين وبالفعل، فهذا هو الأدب المنافق المزور الذي ضلل الأمة، أدب أخرج أفراخ العلمانية أبرياء أمام الشعب، نجوماً في وسائل الإعلام، أبطالاً في مسيرة الأمة، وجعل الأعلام خونة، والناصحين غششه، والأتقياء أهل خطورة.
ولو أني بليت بهاشمي خئولته بنو عبد المدان
لهان علي ما ألقى ولكن تعالوا فانظروا بمن ابتلاني
أدب طارد الجنس، وطلب الشهرة، وحرص على الظهور.
فأين أدبنا؟! وأين شعرنا؟! وأين إبداعنا؟! وأين طموحاتنا؟! وأين دموعنا؟!