[مقدمة عن الأخوة الإيمانية]
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع، يزيد في الخلق ما يشاء، إن الله على كل شيء قدير، الحمد لله الذي جمع شتاتنا بالإسلام، ووحد صفوفنا بالإيمان، وآخى بين قلوبنا بالحب فيه، الحمد لله الذي أنزل الكتاب وكنا متفرقين فجمعنا به، وألف بين قلوبهم، لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم.
والصلاة والسلام على معلم الخير، رسول المودة والمحبة والألفة والقربى، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
سلام الله أرفعه إليكم بأشواقي وحبي والمودة
وأنقل من ربى أبها سلاماً لأهل الفضل من سكان جدة
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته والذي أجلسني في هذا المكان! لا أحمل للجميع وللجلوس وللغائبين من المسلمين إلا الحب فيه، وأسأل الله عز وجل أن يجمعنا بكم في دار كرامته، فإني أعرف أنه ليس عندكم إلا الغضب لحدود الله، والغيرة على محارم الله، وحماية حوزة هذا الدين.
لو كنا نفهم القرآن ونفقهه ونتدبره؛ لكفانا ما سمعنا من الآيات في الصلاة.
وأنا أريد أن أقول: إنما المؤمنون إخوة.
إن اختلفنا في الأساليب وفي وجهات النظر وفي الفرعيات فإنما المؤمنون إخوة.
إن حَقَدَ بعضنا على بعض، وحمل عليه، قلنا له: اتق الله! إنما المؤمنون إخوة.
إن هجره وقاطعه، قلنا له: اتق الله! إنما المؤمنون إخوة.
إن شرَّحه أو جرَّحه أو ذمه، قلنا له: اتق الله! إنما المؤمنون إخوة.
إن اغتابه أو فسقه أو كفره وهو ما يزال مؤمناً، قلنا له: اتق الله! إنما المؤمنون إخوة.
إن كيد مطرف الإخاء فإننا نغدو ونسري في إخاء تالد
أو يختلف ماء الوصال فماؤنا عذب تحدر من غمام واحد
أو يفترق نسب يؤلف بيننا دين أقمناه مقام الوالد