للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[شفاء القرآن]

السؤال

ما معنى الآية: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ} [الإسراء:٨٢] فهل الشفاء للأبدان أم للأرواح أم يعم جميع الأمراض؟

الجواب

الصحيح أن القرآن صحة للأرواح وللأبدان، وأما ما ذكر في بعض السور فهو بحسب السياق، مرةً يذكر الله الكفر والشك والريبة، فيذكر القرآن فمعناه شفاء لما في الصدور-أي للأرواح- ومرةً يذكر سُبحَانَهُ وَتَعَالَى الأمراض، فيذكر الشفاء فيعلم أنه القرآن، والصحيح: أن القرآن يتداوى به من الأمراض العضوية، وأمراض الصرع والجن.

وبالمناسبة من أنكر تلبس الجان بالإنسي فقد أخطأ وضل ولا يكفر بهذا، لأن المسألة ظنية، لكن من أنكر الجن مثل ما فعل بعض المفسرين، وقد علم بآياتهم، فقد كفر بهذا، لأن القرآن ذكر الجن، قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} [الجن:١] أما تلبس الجان بالإنسي فلا ينكر، ومن أنكره فقد أخطأ وأسرف على نفسه، لكن لا نكفره بهذا، لأن المسألة ظنية، والدليل على تلبسهم قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة:٢٧٥] ودل على ذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم دعا لمصروع فشافاه الله، وقال: {اخسأ عدو الله، اخرج أنا رسول الله} حتى أخرج الجني منه، والواقع يشهد لذلك، وما ينكر هذا إلا رجل مكابر، والأمراض العضوية كذلك يدعى، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان ينفث على جسمه عليه الصلاة والسلام، ويرقي جسمه بالقرآن؛ لأن فيه شفاء، فلا بأس بهذا بل هو سنة ثابتة، وأما أمراض الأرواح فدواؤها وبلسمها وشفاؤها القرآن.

<<  <  ج:
ص:  >  >>