أعظم تفسير عند المسلمين جمع فأوعى تفسير ابن جرير الطبري، ومن فوائده ومناقبه وميزاته وخصائصه ثلاث خصائص:
١/ أنه اعتنى بالتفسير المأثور المنقول عن الرسول عليه الصلاة والسلام وعن أصحابه.
٢/ أنه أثبت ما نقل بالسند، فأحالك على سند ولم يأتِ بالكلام بلا خطام ولا زمام، ومن يرد الكلام بلا خطام ولا زمام يثرب عليه:
أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا تورد يا سعد الإبل
٣/ أنه أتى بلب اللغة العربية، واستشهد بالأبيات التي هي شواهد من شعر الجاهليين وغيرهم، وأقرها أهل اللغة.
لكن مما يلاحظه الإنسان لأن كل كتاب إلا ما أسلفت يلاحظ عليه شيء {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً}[النساء:٨٢].
في تفسير ابن جرير طول مطيل، فقد أطال فيه ومد الكلام، وبسط الحديث بشيء يمل، والذي أطاله الأسانيد؛ فإنه يأتي بالسند الطويل الطويل، ثم يأتي في رأسه بكلمة، وهذا قد يأخذ وقتاً كبيراً على طالب العلم.
ومنها: أنه قد يورد روايتين أو ثلاثاً ثم لا يرجح، ولا بد لطالب العلم أن يحقق المسألة ويرجحها، ويعتمد قولاً واحداً ليكون عليه مدار العلم.
الأمر الثالث: أنه مر على كثير من الأحاديث الضعيفة، ولم ينبه على ضعفها ولا على درجتها ولا على صحتها، وحق على طالب العلم على ألا يمر بحديث إلا وينبه عليه لتبرأ ذمته وعهدته، خاصة من مثل الإمام ابن جرير الطبري ذاك العالم الفذ.