فضيلة الشيخ: ما هي السنة في ختم القرآن؟ لأن بعض الأئمة كما تعلم كان يختم القرآن في ليلة وبعضهم في يوم فهل هذا يعتبر من السنة؟
الجواب
أثر عن كثير من السلف أنهم كانوا يختمون في رمضان كل يوم ختمة ذكر ابن حجر في مقدمته عن البخاري صاحب الصحيح أنه كان يقرأ في رمضان القرآن ستين ختمة، ختمة بالليل وختمة بالنهار، وقيل ثلاثين، وذكروا عن الشافعي رحمه الله أنه كان يختم في الليل مرة في رمضان وفي النهار مرة، والعجيب وهو مثير للدهشة أن النووي في كتاب التبيان في آداب حملة القرآن يذكر أن كرز بن وبرة كان يختم القرآن في اليوم أربع مرات، فما موقف السنة من هذه؟
الرسول صلى الله عليه وسلم هو المعصوم والمقتدى به وهو بأمي وأبي، وهو الذي أمرنا بالاقتداء به:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}[الأحزاب:٢١] وكلٌ -كما قال مالك - يؤخذ من كلامه ومن أفعاله وأحواله ويرد إلا صاحب ذاك القبر عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد ورد في الصحيحين إلى سبع ليال وقال: لا تزد على ذلك أي: في أقل من سبع ليال، فحدد له سبع ليال، وفي بعض الأحاديث:{لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث} فالأولى تدبر القرآن وختمه في السبع أو ما قاربها كما فعل كثير من الصحابة، وأما ختمه في اليوم الواحد فليس بسنة، ولو أن صاحبه يؤجر لكن لا يطالب الناس بذلك ولا يحثون على ذلك، لأن القصد في العمل مطلوب في الإسلام والتدبر مطلوب، وهؤلاء الأئمة الذين ختموا القرآن في اليوم مرة لمحوا ملمحاً واحداً وهو أنهم يريدون تكثير الأجور.
وفي سنن الترمذي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {اقرءوا القرآن، فمن قرأ القرآن فإن له بكل حرف حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن أقول: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف} قال الترمذي حديث حسن صحيح.
إذا علم ذلك وأنهم إنما أرادوا تكثير الأجور، فإن التدبر والتمهل في قراءته والترتيل والتجويد أولى.