للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[قصيدة: على أرض الكويت]

القصيدة الثانية:

وهذه القصيدة بعنوان: (على أرض الكويت) أُلْقِيَت في مهرجان شباب جامعات دول الخليج، في مدينة الكويت:

حي الكويت ففيها الملتقى الرحبُ والرأي والعزم والأبطال والنجُبُ

وانثر ثناءَك مسكاً زاكياً عبقاً كأنما هو صوت الخلد ينسكبُ

اسقِ المعنَّى بنار الحب عَلله ماء الخليج فقلب الصَّب ملتهبُ

كويت ما عرف الأحباب غربتنا وقد أساء بنا الواشون إذ كذبوا

ننوي الزيارة لكن في مرابعنا ما يذهل الهاجرين الدار لو رغبوا

لا تحسن العذر منا ألفُ قافيةٍ لأن من يطلب الأعذار لا يهبُ

هذي الجزيرة قد غادرتُها وجلاً من الفراق وقد أضناني النصبُ

أما تراني براني الهم في صغري لم يبق يا صاح إلا العظم والعصبُ

تركتُ نجداً شذا الريحانِ يَأسِرها في أرضها يتغنى الشعر والخُطبُ

وللحجاز عتابٌ في عذوبته يَسْبِي القلوب فيا أهلاً به عتبُ

سل الجمال بأرض الله أين غدا تجيب أبها ويروي السهل والحدَبُ

من فقد ذيَّاك صار الهم يصحبني فالطرف منتبه والنجم منتصبُ

وخفَّفَ الوجدَ إخوانٌ لنا هتفت لهم شئون فؤادي والتقى النسبُ

فجدَّدت ذكرياتِ الحب رؤيتُهم فقد نسيت غداة الجمعِ مَن ذهبوا

خذوا سلامي إلى أرض العراق ففي أحشائها الدهر والتاريخ والحِقَبُ

وعرِّجوا بـ دبي فانثروا قُبَلِي على تراب الرُّبَى هذي هي القُرَبُ

كم في المنامة من خِلٍ ومعرفةٍ وكم على دوحة الأخيار مَن صحبوا

سيحفظ الحبَّ قلبي في عُمان ولو قالوا بعُدْت فإن الوصل مقتربُ

أتيت أحمل أحزاني لأنثرها في محفلٍ زانه الإفضال والأدبُ

وأُمَّتي في بحور الخوف غارقةٌ لم تدرِ أين هو المسلوب والسَّلبُ

أضحى يمزقها من ليس يرحمها وفي دماها هواة القتل قد خُضِبُوا

تحاول اللات والعزى خديعتها وتعتلي أرضها الأصنام والنُّصُبُ

كم ذاقت المرَّ من مستعمرٍ لبقٍ قد أنجبته، فخَابَ النسل والنَّسبُ

هم الأشاوس إلا أن قوتهم في سحق إخوانهم إن يصدق الغضبُ

هم الأباةُ ولكن في حظائرهم إذا تكسرت النبعاءُ والغربُ

في دارهم كأسود الغاب جاثمة وفي نزال اليهود الفدم قد هربوا

ظنوا القنابل أبواقاً مزخرفةً والقاذفات هي الأترج والعنب

إذا تبدَّت لنا الميراجُ تقصفنا سعت لتسقطها الصيحات والخُطَبُ

شجباً ونُكراً وتنديداً بغارتها الله كم نددوا يوماً وكم شجبوا

كيف انهزمنا وما هذي بعادتنا سيُخْبِر السيفُ عنا والقنا السُّلُبُ

سلوا فخامة كسرى عن كتائبنا وجيشه الضخم لما مُدَّت القُضُبُ

سرى يجرُّ ذيول الخزي منكسراً وكُسِّرت عنده التيجان والحُجُبُ

واستشهِدوا قيصرَ الرومي ودولتَه جنودُه في ليالي نصرنا حَطَبُ

نعم نُصِرنا لأن الله مقصدنا وليس يخدعنا عن ربنا سَبَبُ

واليوم مَزَّقت الدنيا مذاهبَنا وشَتَّتَتْنا الكراسي السودُ والرُّتَبُ

فسامنا الخسف أخزى العالمين ومِن تدميره بكت الحيفاءُ والنقبُ

وفي نيويورك ألقينا مطالبَنا وفي ربى موسكو نبكي وننتحبُ

عفواً كفى القلب ما يدميه من أسفٍ لقد تساوى لدينا الطين والذهبُ

<<  <  ج:
ص:  >  >>