وطريق الجنة ليس للرجال فحسب، إن في الجنة قسم للنساء، وإن الله عز وجل يقول بعد أن ذكر الأولياء والأخيار:{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}[آل عمران:١٩٥] والرسول صلى الله عليه وسلم في حديث أبي أمامة الصحيح يقول: {المرأة إذا صلت خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت زوجها، دخلت جنة ربها} والمرأة المسلمة هي نصف المجتمع يوم أن تتقي الله في رسالتها، وتعرف أن طريق الجنة لا يمكن أن يتحقق إلا بطاعة الله الواحد الأحد ثم بطاعة زوجها في طاعة الله، ويوم تعرف أن سترها وعفافها ستر الإسلام، وأن صيانتها صيانة لهذا الدين، وأن بقاءها في بيتها نصرة لهذه المبادئ الخالدة، ويوم أن تخجل من الواحد الأحد أن تتبرج أمام الأجانب، وتحفظ زوجها بالغيب فهي حافظة وراعية ومحاسبة على ذلك، ويوم تربي العلماء والأدباء والشهداء والصديقين في بيتها.
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم نبت إن تعاهده الحياء بالري أورق أيما إيراق
فجزى الله الأمهات خير الجزاء يوم يكن حاملات للمبادئ الأصيلة، مصليات عفيفات متقيات للواحد الأحد كـ عائشة وأسماء.
منا الفواطم ربات العلا ولنا كل الزيانب هم أهل وعمات
أسماء بنت أبي بكر نطاقها في الجنة شاهد بأنها كانت عفيفة ووقورة تقدم للإسلام كل ما تملك.
وعائشة أعطاها معاوية بن أبي سفيان مائة ألف درهم فذهبت تتصدق وهي صائمة فتقول لها جاريتها: لماذا لا تبقي لنا درهماً أو درهمين نشتري لك لحماً لتفطرين عليه؟ قالت: نسيت نفسي لو أنك ذكرتيني عائشة رضي الله عنه تبقى في بيته صلى الله عليه وسلم محافظة على العهد، أما ليلها فقيام وأما نهارها فصيام، عائشة كانت تعلم الجيل وتربيه وهذه هي قدوتك أيتها الأخت المسلمة، وهي معلمتك في الحياة يوم تريدين الجنة ولقاء الله.