للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[بعض صفات الدجال الواردة في الأحاديث]

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: {إن الدجال أعور العين اليسرى، عليه ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر قال وكفر} أي: جمة وظفرة، رأسه لا يحلق، هذه من علاماته، والحديث صحيح.

وعن سعد بن أبي وقاص -خال الرسول عليه الصلاة والسلام- ومدكدك امبراطورية فارس، وهو صاحب قادسية لا إله إلا الله، والتي حضرها وكان مريضاً رضي الله عنه وأرضاه كان مصدوراً، وكان في بطنه جراح، فجعلوا له وسادة على القصر، وأشرف على المعركة يديرها هناك حتى نصر الله أولياءه نصراً ما سمع التاريخ بمثله، ودخل إيوان كسرى فكبر فانصدع الإيوان، وهو صاحب الفتح العظيم، كان يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {هذا خالي فليرني كل امرؤ خاله} أي: يتحدى.

قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إنه لم يكن نبي إلا وصف الدجال لأمته، ولأصفنه وصفاً لم يصفه أحد كان قبلي: إنه أعور، وإن الله - عَزَّ وَجَلَ - ليس بأعور} حديث صحيح وقد سبق له شواهد.

وقال عليه الصلاة والسلام من حديث عمران بن حصين: {لقد أكل ومشى في الأسواق - يعني الدجال-} والذي يظهر بهذا الحديث أنه وجد في عهده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو في أول عهده، وكان يمشي في الأسواق، ثم قيده الله لفتنته في البئر التي ذكرت في الجزيرة في البحر، وسوف يخرج منها نعوذ بالله من فتنته.

وكثير من الأمم يعترفون به، وحتى في علم اليهود والنصارى الصليبيين يعترفون بهذا، ولكنهم لا يقفون منه موقفنا، لأنه يهودي فاليهود يتعصبون له، ويرون أنه من الفاتحين لهم، وأنه يعيد شيئاً من دولتهم، ولكن سوف يُدْحَر هو وإياهم بإذن الله.

هذا الحديث حديث عمران: {لقد أكل الطعام ومشى في الأسواق} أخرجه الإمام أحمد والطبراني ورجاله ثقات إلا رجل اختلف فيه وفي إسناد أحمد يقول: علي بن زيد وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح.

وبقي حديثان: حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {رأيت عند الكعبة مما يلي وجهها رجلاً آدم -يعني: يميل إلى السمرة- سبط الرأس -أي: مسترسل الشعر- على رجلين، يقطر رأسه من الدهن، فقلت: من هذا؟ قالوا: المسيح بن مريم عليه السلام، ورأيت وراءه رجل أعور العين اليمنى جعد الرأس أشبه من رأيت به ابن قطن -وابن قطن يقولون: رجل مات في الجاهلية، وقيل: يهودي، والصحيح أنه رجل مات في الجاهلية يعرفه الناس كان أعور- فقلت: من هذا؟ قالوا: المسيح الدجال}.

وفي الصحيح عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: {إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت ألا تعقلوا، إن المسيح الدجال رجل قصير أفحج -كما قلت متباعد الرجلين- جعد، أعور مطموس العين ليس بناتئة ولا حجراء -ناتئة يعني: ليست خارجة جداً! ولا حجراء ليست بغائرة- فإن ألبس عليكم أمره، فإن ربكم تعالى ليس بأعور، وإنكم لن تروا ربكم تعالى حتى تموتوا}.

نسأل الله أن يرينا وجهه الكريم: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ * تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} [القيامة:٢١ - ٢٥].

<<  <  ج:
ص:  >  >>