واعلموا حفظكم الله! أن من الأمراض التي حذَّر منها رسول الهدى عليه الصلاة والسلام مرض سوء الظن، والله سبحانه وتعالى يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}[الحجرات:١٢].
الظن أم المعايب وأم التهم، وما وجد في قلب إلا خرب علاقته مع الناس، يقول أبو الطيب المتنبي وهي من أحسن أبياته، يقول:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدّق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه بقول عداته فأصبح في ليل من الشك مظلمٍ
وتجد الإنسان إذا ساء فعله؛ ساءت ظنونه بالناس، السارق يتهم الناس بالسرقة، والكاذب يتهم الناس بالكذب، أما الصادق فلا يسيء ظنه، والثابت على مبدأ لا يسيء الظن، وأكثر ما ينشر القالة بين الناس وبين الإخوة سوء الظن والعياذ بالله، فهم يُشككون في نيات الناس، وفي تحركاتهم، وفي كلامهم، وفي أفعالهم، ولا يطلِّع على النيات إلا الله عز وجل.
سبحان الله! تبرئ موقفك أنت وتتهم نيات الناس! وليسوا هم أناساً عاديين؛ لكن من خيرة الناس صفوتهم الناس فيما يراه الناس، والله أعلم والنيات عند الواحد الأحد، لكن إذا رأيت الإنسان يتهم نيات الناس التي لا يطلَّع عليها إلا الله فهو متهم أيضاً (كاد المريب أن يقول خذوني!!).