صلاة الاستسقاء تكون بإذن الله يوم الإثنين بإذنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأذكركم ونفسي بالخروج لها خاشعين متبتلين، داعين علّ الله أن يرحمنا، ونحن بحاجة ماسة إلى رحمة الله عَزَّ وَجَلَ.
وسبب عدم نزول القطر إنما هو ذنوب العباد، وصدوفهم عن منهج الله، وبما وقع في الأرض من فساد وارتكاب للمحرمات، ونحن نسأل الله عَزَّ وَجَلَ أن يغفر لنا ولكم وأن يتوب علينا وعليكم، وأن يسقينا وإياكم الغيث ولا يجعلنا من القانطين، وكان عليه الصلاة والسلام يخرج في الاستسقاء، متبذلاً، خاشعاً، باكياً، نادماً مستغفراً، متواضعاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
متبذلاً: لابساً ثياب البذلة لا متزيناً؛ لأنه ليس من السنة أن تتزين للاستسقاء كالعيد , لأنك تعرض نفسك وفقرك على الله عَزَّ وَجَلَ وهذا لا يناسب، فتخرج متبذلاً.
وورد في حديث صحيح أن سليمان عليه السلام خرج يستسقي بالناس، فرأى نملة رفعت قدميها ويديها تدعو الله عَزَّ وَجَلَ فبكى سليمان، وقال: عودوا فقد سقيتم بدعاء غيركم.
وعند أبي يعلى بسند فيه نظر أن الله - عَزَّ وَجَلَ - يقول: وعزتي وجلالي لولا شيوخ ركع، وأطفال رضع، وبهائم رتع، لخسفت بكم الأرض خسفاً.
فبرحمة الله عَزَّ وَجَلَ وبسبب من لا ذنب له من الأطفال، والحيوانات، والعجماوات، والديدان، والصالحين، فينا يرحمنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
وذكر أهل العلم: أن موسى عليه السلام خرج ببني إسرائيل يستسقي بهم، فأوحى الله إليه أن يا موسى عد ببني إسرائيل لأرمينهم بالحجارة من السماء، قالوا: والسبب في ذلك أنهم استحلوا الربا، واستحلوا الزنا، ولم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر، فوصيتي لنفسي ولكم: أن نخرج ذاك اليوم بكثرة استغفار وتوبة، وتوجه إلى الله بالدعاء؛ علَّ الله عَزَّ وَجَلَ أن يرحمنا وإياكم وأن يغيثنا.