للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الهدية وما ورد فيها]

ورد في الحديث لفظ هدية، فللفائدة نتكلم عن الهدية، في كتاب الأدب المفرد: {الهدية تسل السخيمة} لكن الحديث الذي أنا متأكد منه ومتيقن: {تهادوا تحابوا} وهو حديث حسن، وورد في حديث حسن آخر: {الهدية تسل السخيمة} السخيمة هي: ما يأتي في القلب من أحقاد بين الناس، وحبذا أن تجعلها ديدنك مع جيرانك ومع أقاربك تهدي له ولو شيئاً قليلاً، لا مالاً، إنما شيئاً قليلاً، كتاباً، شريطاً، ثوباً، ملبساً؛ لأنها تسل السخيمة وتذهب الجفاء، وهي أحسن من كثير من المال، قالوا: ولو أنها قليلة؛ فإنها جليلة، ولو كانت صغيرة فإنها كبيرة، فقال عليه الصلاة والسلام: {تهادوا تحابوا} فالهدية مطلوبة ولو كان سواكاً تقدمه لأخيك المسلم، فإنه يرى أنك اعتبرته، وأنك تذكرته، وأنك احتفيت به، سوف يحفظ لك هذه اليد.

وقف ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه عند زمزم في الشمس، فأتى أعرابي فظلل ابن عباس بمظلته وابن عباس يشرب، ثم ذهب الأعرابي، وذهب ابن عباس، وبعد سنوات أتى الأعرابي قال: يا ابن عباس! لي عندك يدٌ أريد أن تكافئني بها؛ لأنه احتاج فهو فقير، قال: ما هي يدك؟ قال: رأيتك بين الحجاج تشرب من زمزم وقد صهرتك الشمس فظللتك بكسائي، قال ابن عباس: [[حياك الله من معرفة، أهلاً وسهلاً فأجلسه بجانبه، فأغدق عليه من المال والأشياء، وقال: سامحني ما كافأناك بيدك؛ لأنك نفعتنا في وقت شدة، ونحن نعطيك من رخاء]] أو كما قال رضي الله عنه وأرضاه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>