أحد الناس يقول: نزلت في قفرة أنا وأهلي وانقطع عنا الماء وكنا في بادية، فذهبت لألتمس في وديانٍ أخرى فما وجدت شيئاً، فالتمست في مكانٍ يمنة ويسرة فما وجدت شيئاً، فعدت إلى أهلي فوجدت أطفالي كادوا يتلفون من الظمأ، وأوشكوا على الموت، قال: فتفكرت ثم تذكرت أن الحي القيوم بيده خزائن السموات والأرض، وكان مؤمناً {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر:٦٠]{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاه}[النمل:٦٢]{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[البقرة:١٨٦] قال: فانقطعت كل الحيل التي حولي في الوديان، قال: فتيممت وصليت ركعتين ثم رفعت يدي ودمعت عيناي.
قال: والذي لا إله إلا هو -وهو صادق، ويعرف الإيمان، والصدق والنضوج -في وجهه- ما غادرت مكاني إلا وغمامة فوق رأسي وما كان في السماء شيء قال: ثم مطرت على الوادي الذي أنا فيه حتى امتلأت الغدرة.
وهذا لا يحتاج إلى إثبات، والسنة والآثار والتاريخ فيها أكثر من ألف قصة {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاه}[النمل:٦٢].