سؤالي عما يقال للمريض الذي يحتضر؟ وهل يجوز إحضار الزهور وإهداؤها للمريض، وجزاكم الله خيراً؟
الجواب
المريض وعيادته على قسمين: إذا أتيت والمريض يرجى برؤه، وهو في عافية وخير، فأفرحه بالعافية, ولو أن تلبس عليه بعض الكلمات (ما شاء الله أنت في أحسن حال) لتكسبه استيقاظاً معنوياً في نفسه, ما ظننت أنك على هذه الحالة ما شاء الله أنت طيب وفيك خير
مثلاً: مريض بالزكام، تقول: ما شاء الله تبارك الله، مع العلم أنه لا يزار من الزكام ولا الرمد, لكن أما أن تقلب عليه الدعوة, ماذا مرضك؟ قال: كذا وكذا قال: ما سمعنا بأحد أصيب بهذا المرض إلا نقل إلى المقبرة تماماً!! والله يظهر الموت من عينيك: ميت (١٠٠%) لن تخرج -إن شاء الله- إلا على الجنازة!! فهذا من الحمق نسأل الله العافية, ولا يفعل هذا إلا من قل وعيه.
وأما محتضر أتيت إليه وقد مد لسانه، وأصبح في ساعة الاحتضار، وفي سكرات الموت، وفي عالم الآخرة فلا تدجل ولا تكذب عليه! تقول: ما شاء الله! تصارع الحيطان، وتهد الجدران وما رأيت أصح منك، ما شاء الله تبارك الله!!! فلا، بل هذا تذهب ترجيه بحسن الثواب وتحسن ظنه بالله, واستحب السلف ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من حديث جابر:{لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه} فتذكره برحمة الله وعفوه وأنه سوف يقدم على رب غفور, لا تقل: إن الله شديد العقاب، وإني أخاف عليك مزلقاً وورطة لا تخرج منها! وهذا ليس من كلام أهل الصلاح.
وأما إهداء الزهور؛ فليست بواردة للمريض، وليست من هدي السلف وما سمعت بذلك لا في أثر من كتاب أو سنة, وماذا تغني الزهور لمن نقل من الدور والقصور إلى القبور, وأتته قاصمة الظهور؟