للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[دعاوى واهية على الملتزمين]

أحد الأساتذة الكرام من القنفذة قبل فترة أرسل رسالة فيها شيء من الطرح الغريب، والحقيقة أنني أجبت على بعض الرسالة في القنفذة في محاضرة هناك، ولكن لما وصلت إلى هنا لحقتني الرسالة، وهي طويلة وفيها طرح غريب عن الشباب الملتزمين، وفيها بعض التجني والدعاوي العريضة.

يذكر ويقول: إن الإسلام عند هؤلاء الشباب هو اللحية وتقصير الثوب، ووضع اليدين على الصدر.

وأنا أسأله بالله من أين أخذ هذه المعلومات؟ هل ادعى أحد أن الإسلام فقط هو اللحية وتقصير الثوب ووضع اليدين على الصدر؟ هل استقرأ أحوال الشباب وما يحملونه من أفكار؟

إننا عندما نسمع هذا الكلام لا نسمعه من هذا الأستاذ الفاضل، بل نسمعه من العلمانيين والمنافقين، يقولون: ما يحسن هؤلاء إلا اللحية وتقصير الثوب ووضع اليدين على الصدر، الإسلام ليس هذه القضايا فحسب، وبالمقابل أيضاً فإنهم يناقضون أنفسهم، فإذا تكلمت عن الإسلام في مسارات الحياة، قالوا: إن الإسلام معناه أن تصلي في المسجد وتصوم رمضان وتحج البيت، أما أن تدخل الإسلام في شئون الحياة فهذا ليس بصحيح.

وأقول للأخ: إن هذا ليس بوارد، والواجب أن تتثبت مما تقول، واللحية من الإسلام، وقد أتى بها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، وحلقها حرام بإجماع أهل العلم، وهي من شعار أهل الملة، وتقصير الثوب من السنة، ووضع اليد اليمنى على اليد اليسرى على الصدر من السنة، وقد صحت بهذا الأحاديث، لكن ليست هي كل الإسلام، بل هي من الإسلام، والإسلام ليس فيه قشور، بل كله لباب، فإن البعض يدعي أن هذه الأمور قشور، لا.

الإسلام كله لباب والحمد لله.

وبعض الدعاة يضخم هذه المسائل ويعطيها أكبر من مساحتها، وأقول: أعطي اللحية مساحتها ولا تضخمها، وحاول أن تكون معتدلاً مع الكتاب والسنة، وهذا هو منهج الصالحين من عباد الله عز وجل، فإنهم يضعون الأمور مواضعها، وقد جعل الله لكل شيء قدراً.

وقال -أيضاً-: هؤلاء الشباب يحرمون الغناء، وأقول: صدقوا فيما قالوه، والغناء محرم، وقد أفتت بهذا هيئة كبار العلماء، ولجنة الإفتاء، وأفتى به الأئمة الأربعة، وهو شبه إجماع بين أهل العلم إن لم يكن إجماعاً، وهناك رسائل مثل تنزيه الشريعة عن الأغاني الخليعة للشيخ/ أحمد النجمي، وكتيب لـ ابن القيم خرج من كتاب إعلام الموقعين، في تحريم الغناء، وهناك رسائل كثيرة، وأشرطة، منها: رسالة للمغنين والمغنيات.

وقال -أيضاً: ويقعون في بعض الدعاة كـ الغزالي وغيره.

أقول: لا يجوز التجني في أعراض الدعاة أو من يحمل الدعوة مهما كان، والواجب أن يقوم الإنسان بحماية أعراض هؤلاء، وأمثالهم ممن ينصر الإسلام بشيء، ولكن لابد أن يبين خطؤه، والغزالي كانت له أخطاء -نسأل الله أن يغفر لنا وله- كتحليل الغناء، وكإنكاره أحاديث الآحاد، وهناك كتيب كتبته اسمه: الغزالي في مجلس الإنصاف كتبته وبينت ما يقارب ثمان عشرة مسألة مع الشيخ الغزالي بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، وعرضته على بعض العلماء واستصوب ما فيه، وهناك كتاب للشيخ الفاضل/ سلمان العودة حوار هادئ، بين فيها بعض المسائل، وكتاب للشيخ/ صالح آل الشيخ المعيار لكتب الغزالي، بين فيه الحق، فالواجب على الأخ أن يطالع هذه الكتب وينظر فيها.

ويقول أيضاً: ويتنطعون في الدين وعندهم تطرف.

هذه كلمات عامة {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا} [الأنعام:١٤٨] وأقول: ما هو التنطع؟ وما هو التطرف؟ فإن كثيراً من الناس -وهم عامة أصلاً- يتحدثون في هؤلاء المهتدين ويقولون: إنهم متطرفون، فنقول: ما هو التطرف؟

وهل أنتم من أهل العلم ومن حملة الشريعة حتى تحكموا على هؤلاء؟

وهل أنتم متوسطون حتى تحكموا على هؤلاء بالتطرف؟!

إلى ردود أخرى، ولا أريد أن أكرر الكلام الذي سبق في الأشرطة.

ثم ليعلم الأخ أني لست محامياً عن أحد بذاته، لكن الواجب علينا الحمية لله ولرسوله وللمؤمنين، وأن ندافع عن الحق، وأن نحمي الحق لذاته؛ لأن الله عز وجل استأمننا على حمل رسالته، فنسأل الله عز وجل ألا نكون ممن يخون هذه الرسالة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>