وما أخبار القمر؟ القمر في السماء يشهد أنه رسول الله عليه الصلاة والسلام, يخرج على أهل الوثنية , يخرج على العملاء الزنادقة وهم في الحرم , {سَامِراً تَهْجُرُونَ}[المؤمنون:٦٧] يشربون الخمر ويكفرون بالرب تبارك وتعالى, فيقول لهم:{قولوا لا إله إلا الله} حتى يقول لـ أبي جهل: أريد كلمة! قال أبو جهل: قل وأعطيك عشر كلمات, وفي رواية مائة كلمة, قال:{قولوا لا إله إلا الله قال أبو جهل: أما هذه فلا} لأن لا إله إلا الله تغير العالم وتغير القلوب والمجتمعات والشعوب, لأن لا إله إلا الله حياة جديدة, وفكر جديد, ومبدأ جديد, ومنهج جديد, {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً}[ص:٥] هذا خطأ هذا لا يمكن, فيخرج عليه الصلاة والسلام فيقول لهم:{قولوا لا إله إلا الله قال أبو جهل ويقسم باللات والعزى: لا أؤمن لك حتى تشق لي هذا القمر}.
ليلة أربعة عشر والقمر صافٍ في سماء مكة , في الليل بعد العشاء فيقول عليه الصلاة والسلام:{أفإن شققته لك -بإذن الله- تؤمن؟ قال: نعم} فدعا عليه الصلاة والسلام وسأل الله أن يشق له القمر, وما هي إلا لحظة فإذا القمر فلقتان, نصفان, نصف يذهب تجاه عرفة , ونصف يتدحرج إلى جبل أبي قبيس , قال:{انظروا اشهدوا} فقاموا ينفضون ثيابهم ويقولون: سحرنا محمد سحرنا محمد! والله ما هو بسحر, والله إنها لا إله إلا الله تعلن شواهدها ودلائلها, والله إنه الحق نزل في الأرض ليثبت وجوده, والله إنها الرسالة الخالدة التي سوف تطوي ثلاثة أرباع الدنيا؛ لتدخل هذه الرسالة بلا إله إلا الله قرطبة وفيافي دجلة والفرات والنيل وجلط والسند والهند , والله إنها المبادئ التي سوف تعيش مع الإنسان يوم يريد أن يكون إنساناً محترماً, قال تعالى:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ * وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ}[القمر:١ - ٥].