وينتصر صلى الله عليه وسلم بالتثبيت:{وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً}[الإسراء:٧٤] وهذا التثبيت سلاح من الله عز وجل، فأحياناً يكاد الشخص ينهار فيثبته الله:{وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}[النحل:١٢٨] ويقول له سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً}[الكهف:٦] فيسليه، ويقول: لا تهلك، نحن معك، ويقول:{وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[المائدة:٦٧] ويقول: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ}[الأنفال:٦٤] فإذا تأييد الله وتثبيته معه: {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}[الطور:٤٨] وهذا أجمل من قوله: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}[القمر:١٤] لنوح، فقال لرسولنا صلى الله عليه وسلم:{فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}[الطور:٤٨].
ثم يصدقه الناس عليه الصلاة والسلام، وتكون العاقبة له، فيدخل الناس في دين الله زرافات ووحداناً:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً}[النصر:١ - ٣].
وهذه هي النتيجة الحتمية لهذا الدين، أن ينصر الله أولياءه، لكن بعد أن يمحصوا ويبتلوا ويفتنوا، ويصلوا إلى درجة استحقاق النصر، ولا بد من هذه:{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}[يوسف:١١٠].