للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أدوات الشيخ العلمية]

الشيخ -فيما أعلم- نحوي يجيد اللغة العربية الفصحى، ويشرحها ويمليها على طلابه ويبدع فيها -بارك الله فيه- والشيخ فرضي ماهر، وأما في الحديث فهو محدث جهبذ، يعرف الرجال، وقد سألته قبل أربع سنوات عن حجاج بن أرطأة، فقال: ضعيف ومدلس، وغيره من الرجال فهو يحفظ مئات بل آلاف الرجال في ذهنه، فإذا سألته عن الرجل أخبرك به وبما قيل فيه، وهو مغرم بعلم الرجال، يطالع كثيراً في" تهذيب التهذيب " لـ ابن حجر، وكتابه المفضل فيما أعلم " فتح الباري "، وقد قرأه مرات من وقت الطلب إلى الآن، وهو الذي تولى الإشراف على إخراجه للناس، وقد مكث فيه ابن حجر يؤلفه مع المقدمة اثنين وثلاثين سنة، ولو كان في العصر معجزة لكان هذا الكتاب، وهو من أبدع ما رأينا في المكتبات، ومن ركز عليه من طلبة العلم وعرف ما فيه وفهمه؛ فهو عالمٌ حقاً إن شاء الله.

والشيخ يحفظ -فيما أعلم- بلوغ المرام وكثيراً من المتون، كـ ألفية ابن مالك، وبعض كتب ابن حجر المختصرة، وكتب الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب، فعنده مختصرات يحفظها ويكررها، مع حفظه للقرآن، وحدثنا بعض الطلبة: أنه سمَّع للشيخ قبل سنوات في بعض السور، قال: فما أخطأ في حرف واحد، فهو يحفظ القرآن ويقرؤه قائماً وقاعداً وعلى جنبه، وفي سيارته وفي مكتبه، لأنه لا يرى بعينيه كما تعرفون، ولكنه يستحضر كتاب الله، وما سمعت -والله- من العلماء الأحياء أسرع استحضاراً للدليل من كتاب الله عز وجل من سماحة الشيخ/ عبد العزيز.

أنا أعرف من يستحضر الأبيات والقصص والأحاديث، أما الآيات فما أعرف مثل سماحته فيما أعلم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>