إذا علم هذا فمعنا أبو هريرة وأمه، أتت من أرض دوس، فلما دخلت أتت تسب الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أماه! اتقِ الله، لا تسبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذت تسب، فأخذ يبكي رضي الله عنه وأرضاه، وذهب إلى الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، فأخبره الخبر؛ فدعا لها صلى الله عليه وسلم، فعاد فإذا هي تغتسل من وراء الباب لتتهيأ للإسلام، فلما طرق عليها الباب، قالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فبكى من شدة الفرح.
طفح السرور علي حتى إنني من عظم ما قد سرني أبكاني
فعاد إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، والحديث في الأدب المفرد، فأخبره الخبر، قال:{يا رسول الله! ادع الله أن يحببني وأمي إلى صالح المؤمنين، ويحبب صالح المؤمنين إلي وإلى أمي؛ فدعا لهما، قال أبو هريرة: فو الله! ما رآني أحد من المؤمنين أنا وأمي إلا أحبنا} ونحن نشهد الله على أننا نحبه في ذات الله.