المسألة الثالثة عشرة: نوافل الصيام والصلاة والقرآن: كثير من الصالحين الذين فتح الله عليهم: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ}[فاطر:٣٢] كثير منهم له نوافل في الحضر، والمسلم لا بد أن يكون له حد أدنى من العبادة يداوم عليها ولو قليلاً، حتى الذكر، قال أهل العلم: ولو كان يكرر لا إله إلا الله عشر مرات بعد الفجر كان حقاً عليه أن يداوم عليها، فإن من داوم قرع الباب فتح الله له، ويقول عليه الصلاة والسلام:{أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل} وقيل: من كلام عائشة، فالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع.
فمن كان له ورد كركعتي الضحى، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وجزء من القرآن، فماذا يحصل إذا سافر؟
له على الله الحي القيوم المنان أن يكتب له أجره ولو لم يصم، ولم يصل ركعتي الضحى، ولو لم يأت بورده، وقد صح ذلك في حديث مسلم، قال عمر رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إذا سافر العبد المسلم، أو مرض، كتب الله له من الأجر -أجر عمله- ما كان يعمل صحيحاً مقيماً} لأنه علم الله أنه يعمل في الحضر هذا فأعطاه أجره في السفر، فليكن للعبد في الحضر نافلة، فإن سافر واستطاع أن يأتي بها، فبها ونعمت، فيضاعف الله له الثواب، ويكثر له سُبحَانَهُ وَتَعَالَى الأجر، وإن لم يستطع فسوف يكتب الله له الثواب ولو لم يفعل ذلك؛ لأنه مسافر، وهذا في النوافل.