[خطر العلمانيين على الإسلام والمسلمين]
ولَطالَما سمعنا هذا الكاتب وقرأنا له، وعندي له قصاصات وملفات ووثائق عن ماذا يريد، وكيف ينفث، وإلى أي حد سوف يصل إذا ترك له الميدان، إنه خطير على الإسلام والمسلمين، وخطير على القبلة {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً} [النساء:٦٠] لأن الشيطان يتولاه صباح مساء.
يقول العلمانيون القدامى:
وكنت امرأً من جند إبليس فارتقى بي الحال حتى صار إبليس من جندي
يقول: كنتُ جندياُ مع الشيطان فتطورت في المراتب حتى صرت أدير الشيطان وأذناب الشيطان {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ} [النساء:٦١] تعالوا إلى القبلة، تعالوا إلى القرآن، تعالوا إلى (صحيحي البخاري ومسلم) تعالوا إلى المبادئ {رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً} [النساء:٦١] عجيب! {أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ} [النور:٥٠] أي: ليس هناك إلا احتمالات ثلاثة:
الأول: إما مرض خطير اكتسبوه من تراثهم الذي تعلموه، ومن مائهم الذي شربوه، ومن جلبابهم الذي لبسوه، حقدٌ على الإسلام، وعداء لأولياء الله.
الثاني: {أَمِ ارْتَابُوا} [النور:٥٠] أي: أم شكوا في مصداقية الرسالة، ومصداقية الرسول عليه الصلاة والسلام.
الثالث: {أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ} [النور:٥٠] أي: ويمكن أن يظنوا أن الله لا يريد بهم خيراً يوم أنزل لهم شريعة، ولا يريد بهم نصراً يوم أعطاهم هذه المبادئ، ولا يريد بهم فلاحاً ولا تطوراً يوم سنَّ لهم دستوراً، ويرون أن الدستور الإسلامي رمز التخلف والرجعية، والواجب الانقضاض عليه؛ لكن بذكاء كالذئب:
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى المنايا فهو يقظان نائم
قال الله: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} [النساء:٦٢] كيف إذا أُخِذت رءوسهم بسيف ولي الأمر الذي يحمي رسالة التوحيد، فصلبهم بعد صلاة الجمعة وقطَّف رءوسهم؟!
هذه مصيبة، لماذا؟ لأنهم يفسدون في الأرض، ويسعون فيها خراباً، ويدمرون معالمها، ومن أعظم ما ينتظرون: سيف العدل المشهور الذي أخذ رءوس قُطاع الطرق والمدبرين للفتن، والمروِّجين للجرائم، وهم أعظم من يروج الجرائم ويدبر الفتن، فجدير بالسيف أن يحصد رءوسهم.
قال الله سبحانه: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً} [النساء:٦٢] أي: كيف إذا ابتُلوا بمصيبة؟! وكيف إذا أظهر الله عليهم الصف الإسلامي ثم جاءوا وقالوا: لا.
إنما أردنا بالكلام والقصائد والمنشورات إحساناً وتوفيقاً بين الأمزجة وبين الردود، والله ما أردنا إساءة؛ ولكن أردنا أن نتحدث للرأي العام وأن نوافق بين المشارب والشرائح الاجتماعية!
أبين الإسلام والكفر إحساناً وتوفيقاً؟! أبَيْن (لا إله إلا الله) و (لا إله والحياة مادة) إحساناً وتوفيقاً؟!
أبَيْن المسجد والخمَّارة إحساناً وتوفيقاً؟! أبَيْن محمد صلى الله عليه وسلم وماركس إحساناً وتوفيقاً؟!
أبَيْن أبي بكر رضي الله عنه وهتلر إحساناً وتوفيقاً؟! أبَيْن عمر رضي الله عنه وصدام إحساناً وتوفيقاً؟!
أتضحكون على لحى المسلمين؟! {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً} [النساء:٦٣] أي: حاول أن تردعهم قبل أن يُلقوا بالأمة في هُوَّة، وأن يصدموا الأمة على دمائها، وأن يضربوها على أكتافها ضربة مهلكة.
يقول سيد قطب في الظلال وهو يعلق على أولئك: إنها حالٌ مخزية حين يعودون شاعرين بما فعلوا، غير قادرين على مواجهة الرسول صلى الله عليه وسلم بحقيقة دوافعهم، في الوقت ذاته يحلفون كاذبين أنهم ما أرادوا بالتحاكم إلى الطاغوت إلا رغبة في الإحسان والتوفيق، كيف؟! وهي دائماً دعوى كل من يحيدون عن الاحتكام إلى منهج الله وشريعته.
ثم يقول: إنهم يريدون اتقاء الإشكالات، والردود الاجتماعية، وكلام العلماء وفتاوي الدعاة، فيتفكرون في الثياب وهم ذئاب، ويتخذون العكاز وهم رأس المصائب.
إن الإشكالات والمتاعب والمصاعب تنشأ من الاحتكام إلى غير شريعة الله.
ويريدون التوفيق بين العناصر المختلفة، والاتجاهات والعقائد المختلفة، ما عندهم تميز وليس لهم باع في الشريعة، ولا يعرفون شيئاً، عندهم ذكاء وعندهم بيان لكن هذا لا يكفي {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون:٤].
في هذا الوقت الحرج؟!
أنحن أعداؤك؟! أنحن الآن الذين نقف ضدك؟! أما تكلمت؟! أما نظمت الأشعار؟! أما صبرنا؟! أما سكتنا؟! أما رأينا أشعارك تنفث سماً وفجوراً وعداءً للإسلام؟! وقلنا منطق الحكمة أن يُناصَح؛ ولكن:
أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا
أنتركهم يغصبون الجزيرة أرض الأبوة والسؤددا؟!
فشَهِّر حسامك من غمده فليس له اليوم أن يُغمدا
نفخت شموسنا غضباً علينا وقد نسجت ثيابَكمُ يدينا
وسيفك في بني الإسلام ماضٍ وجذعك بيننا أضحى متينا
تُغَنِّينا وتسخر إن عثرنا كأنك ما دريت ولادرينا!
كأننا لا نعرف المخططات! ولا نعرف الكلمات! وإننا مستعدون بلسان طلبة العلم والعلماء الحكماء الذين يعرفون التصرف وضبط النفس أن نحاورك الحوار علنياً أمام الرأي العام؛ ليثبت الصادق من الكاذب، والجاد من الهازل، والراشد من الضال.
تُغَنِّينا وتسخر إن عثرنا كأنك ما دريت ولادرينا!
تُسر إذا أصبنا بالرزايا مخادعة وتضحك إن بكينا
توكلنا على الرحمن إنا رأينا النصر للمتوكلينا
وهل يُخذل جند الله؟! وهل يُضرب حزبُه؟! وهل يتقهقر أولياؤه؟! وهل يتعثر أنصارُه؟! بل هم الطليعة دائماً، والكوكبة النيرة؛ لأنهم يحملون فكراً سديداً سليماً.