[حكم حلق اللحى وإسبال الثياب وسماع الغناء]
السؤال
أشهد الله أنني أحبك في الله، وأسأل الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أن يثبتك ويزيدك علماً أولاً: بين لنا حكم حلق اللحية.
ثانياً: حكم إسبال الثياب.
ثالثاً: حكم سماع الغناء؟
الجواب
أحبكم الله الذي أحببتمونا فيه.
أما هذه المسائل التي عرضتَ لها: وهي اللحية، والغناء، وإسبال الثياب، فما أظنك تجهل، ولا الإخوة الذين حضروا يجهلون هذه الأحكام.
ونحن لا ينقصنا الإفتاء، فالفتوى موجودة، ونور على الدرب نسمعه صباح مساء، بل بعض الناس يسمع في الكلمة الواحدة أو في المسألة الواحدة عشرين عالماً، لكن القناعة القلبية والإيمان واليقين ينبغي أن يتمكن في القلب لنسمع، فـ {إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ} [فاطر:٢٢] {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال:٢٣].
فسماع القلب غير سماع الأذُن.
ولا ينقصنا علم ولا فهم، لسنا نعبد العلم، فإن العلم عُبِد من دون الله.
فـ العلمانية أتى بها أتاتورك في تركيا فعُبِدت من دون الله.
اللحية: حلقها حرام.
وفي عشرة أحاديث أو أكثر للنبي صلى الله عليه وسلم فيها نَهْيٌ وتحريمٌ لحلقها.
والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: {خالفوا المجوس، وفِّروا اللحى، وجزُّوا الشوارب} {أرخوا اللحى} {أعفوا اللحى، وقصوا الشوارب} وفي غيرها من الألفاظ الكثيرة.
والغناء: محرم، كتاباً وسنةً.
يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً} [لقمان:٦] قال ابن مسعود: [[أقسم بالله قسماً إنه الغناء]].
وقال ابن مسعود، وقد رفع هذا الكلام بعضُ المحدِّثين إلى الرسول عليه الصلاة والسلام قال: [[الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت البقل من المطر]].
وفي صحيح البخاري عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر، والحرير، والخمر، والمعازف} واستحلال المعازف إنما هو بعد التحريم.
قال أهل العلم: يدخل في المعازف: الناي والطبل والدف والمزمار والموسيقى بأنواعها، فهي محرمة، ومن استمع إليها في الدنيا حرمه الله سماع غناء الجنة، ففي مسند أحمد عن أبي هريرة - رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن في الجنة جوارٍ ينشدن للمؤمنين ويقلن: نحن الناعمات فلا نبأس، نحن الخالدات فلا نبيد، طوبى لمن كنا له وكان لنا} قال ابن القيم وهو يتحدث عن هذا، وغناء أهل الجنة في منظومته:
قال ابن عباس ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصانِ
فتثير أصواتاً تَلَذُّ لمسمع الـ إنسان كالنغمات بالأوزانِ
يا خيبة الآذان لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدانِ
ومن استمع إلى الغناء صُبَّ في أذنيه الآنُك، وهو الرصاص المذاب يوم القيامة، نعوذ بالله من ذلك.
قال ابن القيم: "الغناء بريد الزنا ".
وهذا كلام من عالم بالنفس محقَّق؛ فإن أهل التجربة وأهل علم النفس قالوا: للصوت تأثير في حركات العبد ومزاولاته.
وما ارتُكِبَتِ الجريمة والفاحشة إلا بعد سماع أصوات العشقِ والوَلَهِ، والمحبةِ والغرامِ، وحبيبي وحبيبتي فترددت، ثم وقع الناس في الزنا والعياذ بالله.
وأتينا إلى الناس بعد ذلك لنخرجهم من السجون بعد أن فُتح لهم مجال الغناء والعُهْر وسماع هذا الفُحْش؟ لا.
إن العلاج يبدأ أولاً بالحمية، ثم بعد ذلك نقول للناس: هذا طريق الهداية.
لا أن نستخرج الناس بعد أن يُحْبَسوا في المخدرات، والفاحشة، والمخالفات، والمعاصي، وهذا الذي نشكو حالنا فيه إلى الله.