يقول أبو هريرة في صحيح مسلم:{قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا صلاة الظهر أو العصر، قال: فلما كبر صلى الله عليه وسلم وضم يديه وبدأ يقرأ سمعناه يقول في الصلاة: أعوذ بالله منك، أعوذ بالله، أعوذ بالله، ألعنك بلعنة الله، ويتأخر عليه الصلاة والسلام حتى اقترب من الصف الأول، فلما سلم قلنا: يا رسول الله، سمعناك تقول: كذا وكذا، قال: أوَسمعتموني؟ قلنا: نعم يا رسول الله، قال: والذي نفسي بيده لقد عَرَض لي جانٌّ وأنا في الصلاة، معه وَكْت} أي: قطعة من خشب محترقة يقربها من وجه الرسول عليه الصلاة والسلام، يريد أن يحرقه قال:{كاد أن يحرق وجهي، والذي نفسي بيده لولا دعوة أخي سليمان، لقبضته وربطتُه حتى يلعب به أطفال المدينة}.
وهذا ورد من حديث أبي الدرداء، وفي لفظ عند مسلم: قال: {فمسكتُه حتى وجدتُ برد لعابه على يدي} أي: مسكه صلى الله عليه وسلم بحلقه، فأخرج الجان لُعابَه على كف الرسول صلى الله عليه وسلم فوجد برده، قال:{ولو شئتُ لربطتُه بسارية من سواري المسجد حتى يصبح يلعب به أطفال المدينة}.