وأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم لم يَعُدُّوا عملاً، ولم يُجْمِعوا على عمل أن تركه كفر إلا الصلاة.
قال شقيق بن عبد الله العقيلي:[[أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن من ترك الصلاة فقد كفر]] ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يشتاق للصلاة دائماً وأبداً في المسجد، تقول عائشة رضي الله عنها وأرضاها:{كان صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله -في خدمة أهله- يقطع اللحم، ويخصف النعل، ويرقع الثوب فإذا سمع الله أكبر، قام إلى الصلاة كأننا لا نعرفه ولا يعرفنا}.
هذا معنى لا إله إلا الله، هذا معنى التوجه إلى الله، ليس الإسلام افتراءً ودجلاً وكذباً، ليس الإسلام نفاقاً وخنوعاً في البيوت والناس يصلون في المساجد، وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:[[والله لقد رأيتُنا مع رسول صلى الله عليه وسلم وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان يؤتي بالرجل يهادى به بين الرجلين، حتى يقام في الصف]].
لذلك كان السلف الصالح رضي الله عن السلف، وسلام على السلف الصالح لا يفتئون إذا سمعوا: الله أكبر، إلا أن يقوموا مباشرة إلى المسجد.
يقول سعيد بن المسيب رحمه الله وهو في سكرات الموت، وبناته يبكين عليه، قال:[[لا تبكين عليَّ فوالله ما فاتتني تكبيرة الإحرام مع الإمام أربعين سنة]] وقال الأعمش سليمان بن مهران؛ الزاهد العابد، العلامة النحرير، وهو في سكرات الموت، وابنه يبكي عليه، قال:[[يا بني لا تبكِِ عليَّ، فوالله ما فاتتني صلاة الجماعة ستين سنة]] وكان ثابت بن عبد الله بن الزبير كلما أصبح بعد الفجر يرفع يديه، ويقول:[[اللهم إني أسألك الميتة الحسنة، اللهم إني أسألك الميتة الحسنة، فقال له أبناؤه: ما هي الميتة الحسنة يا أبتاه؟ فقال: أن يتوفاني ربي وأنا ساجد في الصلاة.
ومضى عمره، فلما حضرته سكرات الموت سمع التكبير لصلاة المغرب، فقال لأبنائه: احملوني إلى المسجد، فقالوا: يا سبحان الله! أنت في سكرات الموت والله عذَرك، قال: لا والله! لا أسمع حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح وأبقى في بيتي، فحملوه على أكتافهم، فلما صلى صلاة المغرب، وكان في السجدة الأخيرة توفاه الله في سجوده]] هذه هي الميتة الحسنة، هذا هو المصير المحمود، هذا هو المستقبل الرائع.