للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[التعريض والكناية]

فلما أخذ أنجشة يحدو أخذت الإبل تسرع بالنساء (والقوارير) كنى بها عن النساء صلى الله عليه وسلم تلطفاً، وهذا من حكمة الرجل الأريب، ألا يظهر الأسماء دائماً في المجالس، أنت يا فلان كيف حال ابنتك فاطمة؟ وحال ابنتك زينب؟ وأختك أروى؟! لأن هذه إظهارها، هي وجدت في السيرة والسنة لاننكر هذا وقد اشتهرت عالمات صحابيات لكن للظروف والاحتياطات وضع الحكمة في مكانها.

أحد العقلاء وأظنه ابن هرثمة القائد دخل على الخليفة المهدي، وكانت امرأته اسمها الخيزران وهي جارية، وكان بيد هذا القائد العظيم خيزران، والخيزران هذا شجر يؤخذ منه الرماح كما يقول زهير:

وهل ينبت الخطي إلا وشيجه ويغرس إلا في مغارسه النخل

فدخل وبيده خيزران، فقال له الخليفة: ماذا؟ قال: هذا شجر يؤخذ منه الرماح، هو يعرف أنها خيزران، لكن كنى، فأعطاه جائزة وشكره على هذا، ومن الأدب أن يقال: كريمة فلان، قريبة فلان، وإلا إذا ورد للحاجة فلا بأس بإظهار الاسم.

<<  <  ج:
ص:  >  >>