للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الافتخار بالنسب وأذية الناس]

السؤال

ما هي كلمتك لمن يتصدر المجالس بالافتخار, وهي عادة جاهلية, ويتمنى أن يقتل الآن عشرة من قبيلة كذا, ويشتم المتمسكين بالدين؟

الجواب

هذا يوجد في الجهلة حيث يفتخر أحدهم على القبائل, وأنهم فعلوا وفعلوا وصنعوا, وهذا يُوصى وينصح, ويطلب منه أن يتوب ويستغفر مما فعل, فإنه ليس مفتخراً فقط, بل هذا يذكر ذنوبه ويفضح نفسه, والله عز وجل يغفر للناس إلا المجاهرين, لكن يجوز للناس ولكبار السن أن يذكروا ما حدث في الجاهلية, لا على سبيل الافتخار, ولا على سبيل إثارة الحقد ولا الفتنة, كأن يقول: كان آل فلان يتقاتلون على كذا!

وذكر الشعر الجاهلي لا بأس به؛ كان عليه الصلاة والسلام يجلس مع الصحابة فيتناشدون أشعار الجاهلية, ويتذاكرون أخبار الجاهلية فيضحكون ويتبسم عليه الصلاة والسلام.

وأما من يتمنى أن يقتل عشرة من بعض القبائل فهذا حسيبه الله, فهذا دليل أنه ما وعى من الإسلام شيئاً, ولا عنده من الإسلام إلا صوراً, يعرف يخفض رأسه ويرفعه بالصلاة, لكن ما دخل الإيمان قلبه, قال تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال:٦٣] وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {والذي نفسي بيده، لو تآمر أهل الأرض والسموات -هذا يصححه الألباني وغيره- على قتل امرئ مسلم لكبهم الله على وجوههم في النار, ولزوال الدنيا بأسرها أهون على الله من قتل امرئ مسلم}.

<<  <  ج:
ص:  >  >>