العنصر الثاني: الكبر من المدعو أعظم العقبات التي تواجه الدعاة وطلبة العلم، وكبر المدعو إما بمنصبه أو بماله أو بولده، وبعضهم يتكبر وهو على الحديدة والرصيف، لا يوجد لديه شيء وهو مع ذلك متكبر، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام في الصحيح {ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: عائل مستكبر، وأشمط زان، وملك كذاب} قال ابن تيمية: إنما وصفهم رسول الهدى عليه الصلاة والسلام بذلك؛ لأن الداعي عندهم ضعيف، ومع ذلك كذب هذا، وزنا هذا، وتكبر هذا.
الفقير لا يعذر، والغني قد يعذر؛ لأن عنده مالاً وملايين، وبنوكاً وقصوراً وبساتين، لكن قل لي بالله في رجل لا يجد كسرة الخبز، وينام على الرصيف، ويتكبر عليك (أعمى ويناقر).