أتى العاص بن وائل السهمي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، والعاص هذا -على اسمه- عاص لله، تاجر رعديد عدو للإسلام، ليله خمر، ونهاره فسوق وإلحاد وزندقة وانحراف، وعداوة أكيدة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، أتى بعظم قديم وفتته في يده وحتحته، وقال: يا محمد! أتزعم أن ربك يعيد هذا العظم؟
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أتى للناس يقول: إن هناك حساباً وعقاباً، وإن هناك يوماً آخر ومصيراً محتوماً نقف كلنا أمام الله فيه، قال: أتزعم أن ربك يعيد هذا العظم؟ ثم حتحته، ونفخه أمام الرسول عليه الصلاة والسلام، قال عليه الصلاة والسلام:{نعم.
يعيده الله ويدخلك النار} وفي الجواب زيادة "ويدخلك النار" لأنه عدو لله.
واسمع إلى رد الله يقول:{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ}[يس:٧٩] ونلاحظ أنه الله لم يسمه لأنه حقير.
إنك أيها المجرم! لو نظرت إلى خلقك وأنت نطفة، ثم نزلت ثم اعتمدت ثم اعتمرت، ثم أصبحت كهلاً، لاعتبرت أن الله هو الخالق، هذه هي مرحلة الإنسان.