ما حكم الدعوة بالأناشيد والتمثيليات الإسلامية، حيث نحن في هذا الموضوع تائهون ولا نعرف موقع المسلم منها من حيث جوازها أو عدم جوازها؟
الجواب
الأمر الأول: النشيد الإسلامي أصبح وسيلة من وسائل الدعوة، لكن لا بأس به بثلاثة شروط إن شاء الله:-
الأول: أن لا يكون الشعر المنشود به غزلاً ولا مجوناً أو فحشاً، بل يكون شعراً مستقيماً، شعر دعوة، يدعو الناس إلى طاعة الله، وإلى التقوى والزهد.
الثاني: أن لا يصاحبه آلة لهو: لا طبل، ولا دف، ولا مزمار، ولا موسيقى، فإنه لا يجوز أن يصاحبه آلة من آلة الموسيقى فإنها محرمة.
الثالث: أن لا يبالغ فيه حتى يصبح هو المقصود، فإن بعض الناس إذا ذهب إلى العمرة أنشد قبل أن يذهب وبعد أن يذهب، وإذا جلس وإذا وقف، وينشدون في الحافلة، وهذا ليس بمفهوم أن يأخذ أوقات الأدب والعلم والحوار العلمي.
فلا بأس به بهذه الشروط الثلاثة، أما التمثيليات، فلا تجوز لأن فيها الكذب، وأكثر ما رؤي من التمثيليات ومن وسائلها الكذب، وهذا حرام حتى في التمثيليات، والأمر المحرم تمثيل شخصيات الصحابة رضوان الله عليهم، أو تمثيل أشياء من الدين فإن هذا حرام، بعض الناس يقوم يمثل في المسرح فيصلي بغير وضوء إلى غير القبلة، ويستهزيء بركوعه وسجوده، فهذا حرام:{قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}[التوبة:٦٥ - ٦٦]
فلا يجوز أن يستهزأ كذلك بالمقرئين، فبعضهم يأخذ المصحف وهو ليس متوضئاً ويقرأ في المسرح، ويرفع صوته، ثم يكسر القرآن، ويغلط ليضحك الناس، فهذا حرام.
الأمر الثاني: الشعائر التعبدية يحرم، أما غيرها إذا خلى من الكذب فله ذلك، مثل أن يجتمع شباب ويقولون: تفرق الشباب، وذهبوا وضيعوا أوقاتهم وأهملوا في واجباتهم، فيمثلون هذا الذي يفيد المجتمع بدون استهزاء لا بالشعائر ولا بـ السلف الصالح، وبدون الكذب، هذا ما يحضرني فيه.