للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أسباب اختيار موضوع التعريف بابن باز]

وأنطلق في هذه المحاضرة" الممتاز في مناقب الشيخ/ ابن باز " من خمس قواعد:

القاعدة الأولى: قاعدة {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر:٩] فنثبت الليلة فضل أهل العلم، ومالهم من مكانة بما ورثوه من معلم الخير عليه الصلاة والسلام.

القاعدة الثانية: قاعدة {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل:٤٣] لنرد الأمة إلى علمائها وإلى مثقفيها ومفكريها.

القاعدة الثالثة: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:٢٨] ونثبت للناس أنهم أقرب الناس إلى الله إذا عرفوا الكتاب والسنة، وكلما ازداد الإنسان علماً ازداد من الله قرباً.

القاعدة الرابعة: العلماء ورثة الأنبياء، فإذا هم الذين يحملون ميراث محمد عليه الصلاة والسلام، ويبلغونه للناس، وهم أمناء على رسالته، وعلى ميراثه وعلى تركته عليه الصلاة والسلام.

القاعدة الخامسة: قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت:٤٣] فإذا هم أهل الفقه والاستنباط، وأهل الفهم الدقيق لمعاني (قال الله وقال رسوله عليه الصلاة والسلام).

وقد يسأل سائل -وقد حدث هذا السؤال قبل المحاضرة-: ما الفائدة أن تخبرنا بسيرة شيخ شهير وخطير وكبير عرفناه وعرفه الأطفال والنساء والكبار؟

قلت: الفائدة من ذلك ثلاثة أشياء:

أولاً: نحن نعيش فترة حرجة يجب علينا أن نلتف فيها حول علمائنا، وأن نعرف قدرهم ومكانتهم، ومن أئمتهم سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.

ثانياً: توثيق الصلة بين الجيل وبين العلماء فجيل بلا علماء جيل ضائع متهور طائش، وعلماء بلا جيل لا مكانة لهم، فإذا التقى العلماء والجيل كونوا مسيرة خالدة وصحوة مباركة، وهي المقصودة بإذن الله.

ثالثاً: الذب عن أعراض الصالحين، فأنا أحتسبها هذه الليلة

لترم بي المنايا حيث شاءت إذا لم ترم بي في الحفرتين

أحتسب ذلك ذباً عن الشيخ وعن عرضه؛ لما سمعت من بعض المتعجلين الذين ما أوتوا بصيرة ولا تقوى إذ وقعوا فيه، ومعنى ذلك: أن نضرب على الدماغ مباشرة، وألا يبقى لعلمائنا مكانة فأنا محتسب أجرها على الله، عل الله أن يكتبها في الحسنات.

وسوف أبحر بكم هذه الليلة مع ربان العلم والحكمة، وأستاذه سماحة الشيخ؛ لنعرف؛ لا عرفان من يعرف مجملاً من حياته، ولا أين ولد ومتى ولد، وماذا يأكل وماذا يشرب فهذا تاريخ الأموات، لكني سوف أتحدث هذه الليلة عن تاريخ الأحياء.

ومن الأسباب التي دعتني لهذه المحاضرة: ألا يقول قائل: ذهب العلماء والصالحون، ولم يبق في الناس بركة فنقول: لا.

بل بقي فيهم خير، وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام عند أحمد وغيره أنه قال: {أمتي كالسيل لا يدرى الخير في أوله، أو في آخره} فلا زال فينا علماء وأدباء وشهداء وشعراء وصالحون وأخيار، فهي أمة معطاءة تنتج كل حين ما دامت متمسكة بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.

<<  <  ج:
ص:  >  >>