عمر بن عبد العزيز لما أتته الوفاة وهو خليفة لم يكن يملك شيئاً، بعض المؤرخين يقول: ترك اثني عشر درهماً.
قالوا: أين المال؟ قال: إن كنتم صالحين فالله يتولى الصالحين، وإن كنتم فجرة فوالله لا أعينكم بالمال على الفجور.
قال أهل العلم: فكان أبناؤه من أغنى أبناء الخلفاء.
وأبناء سليمان بن عبد الملك لما حضرته الوفاة أعطاهم القناطير المقنطرة من الذهب والفضة فأصبحوا بعد طول العهد شحاذين يسألون الناس في المساجد؛ لماذا؟ تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة.
ومن هذا المنطلق -يا عباد الله- ينبغي لنا أن نقف طويلاً عند قوله صلى الله عليه وسلم:{تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة} تعرف عليه في وقت الصحة أن تصرفها في مرضاة المولى سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وتعرف عليه وقت الفراغ، الفراغ القاتل، الفراغ الضائع الذي ضيع كثيراً من الشباب، لا قرآن، ولا تلاوة، ولا طلب علم، ولا استغفار، ولا جلوس مع الصالحين ولا الدعاة، وإنما ضياء في ضياع {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}[المؤمنون:١١٥ - ١١٦] ولذلك علم أن من تعرف على الله في الرخاء عرفه في الشدة.