[مواقف وعبر من التاريخ]
عندنا نحن أعظم ميراث عرفه التاريخ، وأكبر ثروة رأتها الدنيا، عندنا متون من الوحي، ما اختلطت بالطين؛ لأنها من رب العالمين، لكن الطلاب كسالى، المرعى أخضر لكن العنز مريضة، وثيقتنا نحن المسلمين كُتبت من أربعة عشر قرناً، خُطب بها على منابر المعمورة، وصُلي بها في محاريب القارات، وأُذِّن بها على منائر الكون.
والوحي مدرستي الكبرى وغار حرا ميلاد عمري وتوحيدي وإيماني
وثيقتي كتبت في اللوح وانهمرت آياتها فاقرءوا يا قوم قرآني
معجزتنا نحن أن معلمنا أميّ أعجز البلغاء، لا يكتب وقد أفحم الكتبة، ولا يقرأ ولكنه بذَّ القرّاء: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت:٤٨].
وقف في عرفة صلى الله عليه وسلم محرماً أشعث أغبر ليخاطب الدنيا، فقال له مولاه في الموقف: {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة:٣] فعلم أن النعمة ليست في ناقته القصواء ولا في حصيره الممزق الذي أثر في جنبه، ولا في درعه المرهون عند اليهود، ولا في الحجرين المربوطين على بطنه، إنما نعمته دعوته، وحبوره نوره، وسروره سيرته: {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى:٥٢].
صلى الله عليه وسلم، ما سكن قصراً والذين من بعده يغنون في القصور، وما بنى داراً والأدعياء يلمِّعون بالذهب الدورْ.
عقدة الوليد بن المغيرة في كفره بصاحب السيرة أنه ليس له صلى الله عليه وسلم كنز، وليس له جنة يأكل منها، وما علم أن صاحب الكنز والبنز والجنز لا يرشح للعز.
تركت الثرى خلفي لمن قل ماله وأوردت قلبي في عظيم الموارد
أعيناي كفا عن فؤادي فإنه من الظلم سعي اثنين في قتل واحد
فعل دستم مع حكمتيار كما فعل رستم مع عمار: {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} [الذاريات:٥٣] دستم من رستم من طينة هليا مريام، الله كم دنستم، غرتكم الأماني حتى جاءكم الحق وتربصتم.
الله أكبر يا سني! تبخل بأضحية يوم النحر والنصيري ضحى بثلاثين ألفاً من أهل السنة في حماة.
النصيريون يجودون بالنفوس، وأهل الملة يبخلون بالتيوس.
أوما شهدت الخيل تعثر بالقنا حتى السبايا جردت بالمشهد
والمارد الجبار يخطر سيفه في رأس كل مكبر وموحد
تمزقت الأمة في هذا العصر، فالبعض ذبح والبعض في الأسر، ومن نجا نسي {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال:٧٢].
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم وأنتمُ يا عباد الله إخوان