يا معاشر النساء! سلام الله عليكن ورحمته وبركاته، أنتن المؤثرات في البيت، أنتن الأميرات في البيت، أنتن المسئولات في البيت، اتقين الله في رعاية الأطفال، وفي الحرص على إدخال القرآن والشريط الإسلامي والكتاب الإسلامي، واملأن البيت نوراً بإذن الواحد الأحد، قال تعالى:{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[التوبة:١٠٩].
فوصيتي يا أمة الله: أن تخرجي الغناء مرئياً ومسموعاً وآلاته وكل ما يدعو إلى اللهو، وأن تدخلي القرآن والحديث وما يملأ القلب رضاً، وأن تكوني أنتِ راعية على الأطفال، ربيهم على لا إله إلا الله، واغرسي في قلوبهم لا إله إلا الله، إياك أن تربيهم على الأغنيات، إياك إياك أن تجعلي بيتك مسرحاً للهو وللعبث وللعب.
وكلمة لأهل الحفلات والزواجات، وسائقي السيارات الأجرة وأهل الصوالين والمقاهي والمنتزهات: أن تتقوا الله، فأنتم في بلاد المسلمين، وسوف يسألكم الواحد الأحد يوم لا ينفع مال ولا بنون عما تقدموا للناس من مادة، فأخرجوا الغناء من محلاتكم ومن أماكنكم، وأدخلوا القرآن والحديث والشريط الإسلامي، وكونوا دعاة إلى الله، فإن كسباً أتى من حرام لا يبارك الله فيه سُبحَانَهُ وَتَعَالى، ومصيره إلى النار، وآخرته وبال، والرجل قد يكون أشعث أغبر، يرفع يديه إلى السماء، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، ومشربه حرام، فأنى يستجاب له، فلا يستجيب الله له، فلا تجعل طريقك من الكسب هذا، ويا صاحب السيارة! ضع شريطاً في سيارتك تنفع به نفسك ومن يركب معك، ويا صاحب البوفية! كن داعية بهذه الوسيلة وأسمع الناس القرآن وأسمعهم الذكر، وكذلك يا متزوجاً يريد الزواج! ابن زواجك على تقوى الله، وعلى ذكره وطاعته، وأسمعهم ذكر الله ولا يكن في زواجك الغناء المحرم فإني أخشى من الزواج الذي يبدأ بهذه المعصية ألا يستمر، وألا يوفق أصحابه، وألا ينجحوا في الدنيا ولا في الآخرة.
أيها الإخوة: بعد صلاة العشاء سوف يقوم بعض الإخوة من الأساتذة الذين كانوا مغنين وفنانين، ثم تاب الله عليهم فعادوا وذاقوا حلاوة الإيمان، وأسعدهم الله بحلاوة هذا الدين، وتشرفوا بذكر الله، سوف يقومون هنا، ويتكلمون لكم ويسمعونكم أشجانهم وأخبارهم.
تسائل عن أخيها كل عين وعند جهينة الخبر اليقين
ولا ينبئك مثل خبير، فسوف تسمعون ماذا يقولون بعد صلاة العشاء، فأنا أدعوهم بعد الصلاة.
أما المجاهدون الأفغان فغناؤهم نوع آخر، خرجوا بسيوفهم -وقد أخبرت بذلك حتى هيئة الإذاعة البريطانية- قبل عشر سنوات لما احتلوا بلادهم خرجوا من المساجد يرفعون الكلاشنكوف والسلاح، ويقولون في غناء المعركة غناء خالد بن الوليد وغناء عبد الله بن رواحة، وغناء جعفر الطيار، يقولون:
نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا
وفي ختام رسالة إلى المغنين والمغنيات أكرر أنها ممزوجة بالحب وبالود، وعلَّ الله أن يهدي بها فما قلتها إلا من شفقة ورحمة.