خرج سليمان عليه السلام -والحديث صحيح- يستسقي بالناس، فمر في الطريق بنملة وإذا هي قد انقلبت على ظهرها ورفعت يديها إلى الحي القيوم فمن أخبر النملة أن الله خلقها؟ من أخبر النملة أن الذي يحيي ويميت ويضر وينفع ويشافي ويعافي هو الله؟
أتدرون ماذا تقول النملة؟
تقول: يا حي يا قيوم! أغثنا برحمتك، فبكى سليمان وقال لقومه: عودوا فقد سقيتم بدعاء غيركم.
النملة تعلم أن لا إله إلا الله وتشتكي ضرها إليه، وهكذا العجماوات والسمكة في البحر والدودة في الطين:
وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد
فيا عجباً كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد
والبقر تشهد أن لا إله إلا الله، وقد ورد عن عيسى عليه السلام أنه مر ببقرة وهي في الولادة وقد اعترض ابنها في بطنها، فأخذت البقرة تنظر إلى السماء تطلب العون من الله، فأنطقها الله الذي أنطق كل شيء، وجعلها الله داعية متكلمة تقول: يا حي يا قيوم! يسر علي!! ثم قالت: يا روح الله! أسألك أن تدعو الله أن يسهل علي، فبكى عيسى ودعا الله فسهل الله عليها.
وكل الكائنات تلتجئ إلى الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى وقد أخبرنا شيخ جليل لا يزال في أبها وهو حي يرزق يقرأ كتاب الله، يقول: سافرت في سفينة في البحر الأحمر، قريباً من باب المندب الذي يشرف على عدن، فحانت صلاة المغرب وأنا في وسط البحر في السفينة، فقمت أؤذن، فكان هناك ثعبان في البحر كلما قلت: الله أكبر؛ رفع نصفه من البحر واستقام، فإذا انتهيت عاد إلى الماء، فإذا قلت: الله أكبر؛ عاد من جديد واستقام، فإذا سكت عاد، فما قلت كلمة ولا جملة من الأذان إلا رفع جسمه ثم نزل بعد أن سكت.