هناك عدة مجلات، ولي ملاحظات -من باب نقد النفس- لأنه -والحمد لله- قد أصبحت عندي قناعة في ذهني، وهي أن نبدأ بنقد أنفسنا قبل الناس، ولا بد أن نهدم هذا السور الذي بنيناه على أنفسنا، وهو ألا ننقد أنفسنا، وأن كل ما نفعله جميل وحسن.
أطالع مجلة المجتمع، ومجلة الفرقان، ومجلة الإصلاح، ومجلة الدعوة، ولي ملاحظات مع أنني قد قابلت مع هؤلاء، أو شاركت أو قرأت.
أما مجلة المجتمع: فليتها تعتني بالتأصيل العلمي، ولهم فيها أخبار وغيرها، ولكنها لا تعتني بالموضوعات الدسمة القوية, وهذه المجلة أرى أنها لا تتميز باتجاه حتى تعرف، لأنها تكون للجميع، فعندما تطرقت لمشكلة الجزائر فقط: قال النحناح، وصرح, وقابل، ورأى مع العلم أن المد القوي كله للإنقاذ، والتأثير والوقوف, والعالم كله يساند الإنقاذ، والإذاعات العالمية ووكالات الأنباء تسلك هذا المسلك، فأقول: لا.
لا بد أن تكون للجميع، وقد جعل الله لكل شيء قدراً.
وأما مجلة الفرقان: فإنها تعجبني، ولكني أريد منها أن تعتني أكثر بالمستجد من الأخبار ومتابعة الجديد فالجديد؛ وأن تواصل مسيرتها الأولى التي بدأتها في مقابلة كثير من الشخصيات، ولا بأس أن تعيد المقابلة مع العلماء، والأدباء، والمفكرين، ولو أربع مرات أو خمس مع الواحد؛ لتستفيد في القضايا المهمة، ويكون لها دعاية أكبر حتى تصل إلى الأقطار.
أما مجلة الإصلاح: فإن في آخر عدد لها -وهذه ملاحظة مهمة- وهو العدد الذي كتب فيه سماحة الشيخ ابن باز , عرضت على غلافها الخارجي صورة وزيرة الخارجية الأمريكية، وهي مجلة إسلامية، فلي وجهة نظرعليهم، فإن حركة نصف كم ليست عند أهل السنة، فلو أخرت هذه الصورة، أو أخفتها أو صغرتها لكان أفضل إذ لم يكن لها داعٍ، أو من باب الذوق والمنهج الإسلامي واللباس عموماً.
أما مجلة الدعوة: فإنها قد سبق أن كُتبت لهم رسالة من بعض الفضلاء، وتُكُلم في بعض المناسبات، وأظن أنه لا يطبع منها فيما أعلم إلا خمسة آلاف نسخة، والحقيقة أن مدها قليل، سواء كان مضموناً أو قلباً وقالباً فنحن نطالبها بموضوعات دسمة، وبأقلام رائدة معروفة عند الناس، وبمقابلات وبتجديد الأخبار، وأن تنتشر في العالم الإسلامي بقدر الاستطاعة، إن كانت تريد أن تكون رائدة، وإلا فسوف تظل في مكانها دون حراك.