قال أبو جهل في الصباح: ما هي أخبارك يا محمد البارحة؟ لأن القصة طويلة، والصراع طويل، وكل يوم هو في قصة قال: أسري بي إلى بيت المقدس، هذه أطم وأعم لا يتصورها إنسان، هو يصيح من مسألة ادعائه النبوة، قال: إلى أين؟ قال: إلى بيت المقدس، قال: وبعدها؟ قال: وعرج بي إلى السماء السابعة، فضحك أبو جهل حتى تمايل على زملائه، قال: في ليلة؟! قال: في ليلة، وأقسم باللات والعزى أن المسافر منا يسافر إلى بيت المقدس في شهر ويعود في شهر، وأنت سافرت وذهبت إلى السماء السابعة وعدت في ليلة!
قال: انتظر حتى يسمع الناس، فذهب فجمع كفار قريش، قال: تعالوا اسمعوا خبراً، فاجتمعوا؛ فلما ملئوا الحرم قال: ماذا تقول يا محمد؟ قال: أقول كذا وكذا، قال: من يصدقه منكم؟ قال أبو بكر: أشهد أنه صادق، أبو بكر الصديق، قال تعالى فيه:{وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}[الزمر:٣٣]