[الصديق وإنفاق ماله على رسول الله صلى الله عليه وسلم]
أبو بكر لما مات، ما ترك إلا بغلة وثوبين، وكان أتجر الناس جميعاً، وسلمها مع عمر مع رسالة حارة لولي العهد، يقول:[[اتق الله يا عمر، لا يصرعنك الله مصرعاً كمصرعي]] يقول: احذر احذر أن تنسى الله، احذر، وأنا قد سمعت هذه الرسالة من هيئة الإذاعة البريطانية وكانت مبكية، في حدث من الأحداث تتلى هذه، قل: رسالة من خليفة إلى خليفة، هذا عندهم، ولما وصلت إلى عمر بكى حتى جلس، وقال:[[أتعبت الخلفاء بعدك]] يقول: ماذا أفعل؟ أعطاه البغلة والثوبين، حتى أخذ ثوباً جديداً أتت به عائشة تقول لـ أبي بكر:[[نعطيك هذا الثوب لتكفن فيه، قال: لا! اغسلوا هذا الثوب الذي علي فإن الحي أولى بالثوب من ميت، فإن نجاني الله فساعة، وإلا فلن تغني عني الثياب، يا عائشة لو رأيتموني بعد ثلاث]].
كان في سكرات الموت، يسبح كثيراً، وقد وضع رأسه على المخدة، وكانت عائشة عند رأسه، وكانت تقول وهي تبكي: [[صدق حاتم - حاتم الطائي في الجاهلية- إذ يقول:
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوماً وضاق به الصدرُ
ففز، والتفت برأسه وقال: لا تقولي ذاك يا بنية! ولكن قولي: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}[ق:١٩]]] لا يريد في هذا الموطن ذكر الشعر وعنده القرآن.