يقول ابن القيم: من أحسن من عرف الزهد ابن تيمية، قال في تعريف الزهد: الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة، أما ما ينفعك في الدنيا من تجارة وكسبٍ وطلب مال فمطلوب، أما زهد المتصوفة فليس من الإسلام.
يقول الخطابي في كتاب العزلة: أخذ أحد المتصوفة لعينه لاصقاً فألصقه على إحدى عينيه، قالوا: مالك؟ قال: إسرافٌ أن أنظر إلى الدنيا بعينين، والله يمتن على العبد:{أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}[البلد:٨ - ١٠] أفأنت أبصر من الله الذي خلق لك عينين؟! وهل من الإسراف أن تنظر بعينين؟! يقولون: هذا من عدم طلبه للعلم.
فهذا التصوف الهندوكي ليس في الإسلام.
كما يذكر ابن الجوزي في كتاب صفة الصفوة الذي فيه طلاسم ينبغي أن يبحث عنها، قال أحد العباد: أين أنتم عني؟! ما أكلت الرطب من أربعين سنة!
وهل يحمد على ذلك ويشكر؟! والرسول صلى الله عليه وسلم أكل اللحم والعسل والرطب؟! والله أمر الصالحين بما أمر به المرسلين، فقال:{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً}[المؤمنون:٥١] فلم يقل: كلوا من الحصى والتراب، بل لا يأكل إلا رطباً ولحماً وعسلاً، خلقها الله، لكن بشرط أن تعمل بها صالحاً في الحياة الدنيا، فالانزواء والانقباض عن الحياة وعدم استعمارها ليس من الإسلام وكذلك التهالك وعبادة الدرهم والدينار وعبادة التراب ليس من الإسلام، أنت تجعل المال بيدك وتستعين به على طاعة الله ويكون أكبر اهتمامك رضا الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.