أما السهام التي تمزق القلب فهي ثلاثة سهام, كل سهم إذا انطلق على القلب مزقه وأحرقه وقطعه تقطيعاً.
إن النظر إلى ما لا يحل النظر إليه سهم مسموم من سهام إبليس, من غض بصره أبدله الله حلاوة إيمان أو إيماناً يجد حلاوته في صدره, والنظر هذا قد يصيب الإنسان بنظرة واحدة تضيع عليه دنياه وأخراه, وقد ذكروا في تراجم بعض الناس أنه نظر إلى امرأة فأصابه مرض العشق فتولّه فترك الصلاة فأتاه المرض حتى مات على الفراش.
وذكر ابن القيم: أن رجلاً نظر إلى امرأة لا تحل له، فتولّه قلبه، فأخذ يمرض يمرض حتى حضروه في سكرات الموت -والذين ماتوا بالعشق كثير, حتى قال ابن عباس:[[أعوذ بالله من العشق]]-- فلما أتوا يقولون له: قل: لا إله إلا الله محمد رسول الله، قال: أين الطريق إلى حمام منجاب؟ وحمام منجاب هذا حارة في بغداد طريق محبوبته هذه التي عشقها هناك.
مجنون ليلى لما أعرض عن ذكر الله عز وجل وعن الرضا والسكون إلى الله أصابه الله بمرض العشق فمرض حتى مزق ثيابه ومات مرمياً في صحراء نجد , حتى يقول من ضمن أبياته:
وأخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنكِ النفس بالسر خاليا
وإني لأستغشي وما بي غشوةٌ لعلَّ خيالاً منكِ يلقى خياليا
فبكى حتى بكى له الناس, ثم مزق ثيابه ثم أكل بعض جسمه ثم مات, فهذه خاتمة سيئة وهو بسبب سهم النظرة.
دواؤها: أن تغض بصرك، وأن تسأل الله العافية والمعافاة والسلامة، وأن تكثر المطالعة في كتاب الله عز وجل, وأن تصرف قلبك عن هذه الأفكار والوساوس والهموم.