وكان للسلف الصالح مناهج في محاربة البدعة، منها: ترك الكلام مع صاحبها، كما فعل سفيان الثوري مع ثور بن يزيد، فما كلمه حتى مات، ومنها: تشويه صورته أمام الناس، كما فعل واعظ بـ أحمد بن أبي دؤاد، فـ أحمد بن حنبل أحمدنا نحن، وأحمد المعتزلة وأهل البدعة أحمد بن أبي دؤاد، وكان كريماً قاضياً، لكن كرمه كان رياءً وسمعةً، كان يضيف الناس ويعطي الأعطيات، وكان يعطي في المجلس الواحد آلاف الدنانير، حتى يقول أبو تمام في أحسن قصيدة له:
لقد أنست محاسن كل حسنٍ محاسن أحمد بن أبي دؤاد ِ
وما سافرت في الآفاق إلا ومن جدواه راحلتي وزادي
ولكن أتى أحمد بن أبي دؤاد وابتدع في دين الله القول بخلق القرآن، فكان الوعاظ ينهون عنه ويزجرونه، قال الإمام أحمد وهو يبتسم: "ما أحسن هؤلاء للعامة!
يريد أن يندد بهؤلاء المبتدعة فمن مذاهب أهل السنة: التشهير بالمبتدع علناً إذا شهر ببدعته، كأن كتب في صحيفة، أو تكلم في إذاعة، أو كتب كتاباً، فواجب علماء السنة أن يردوا عليه، أما إذا سكت فيوصى في خاصة نفسه إذا لم يكن له تلاميذ وأتباع، ولا يشهر بالرد عليه؛ لأنه قد تأخذه العزة بالإثم وينحرف عن منهج الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.