للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الخلوة بالأجنبي]

وجد من النساء من تخرج مع السائق في خلوة ليس معها محرم، تجوب به المدينة، وتدخل به الأسواق، وتخترق به صفوف المسلمين، وتجرح مشاعر المؤمنين، وتخيب أمل أمتها فيها، ثم تَحدُث أمور الله أعلم بها في ظلام الليل، لكن الذي خلق الليل يعلم ما حدث فيه، والذي ستر المذنبين يعلم ما يفعلون.

فامرأة تخرج بسائقها إلى السوق وتضيع عن أهلها ساعات طويلة لا يدرى أين ذهبت، وامرأة تسافر مراحل مع الأجانب، وامرأة تذهب إلى الخياط الأجنبي الذي ليس عنده من الوازع الديني، ولا من الإيمان، ولا من مراقبة الواحد الأحد ولو ذرة، امرأة تذهب إلى الخياط تحمل فستانها وجلبابها ولباسها فتبيع دينها وعرضها، امرأة تذهب فتكلم ذاك وهذا.

ولذلك أنعى إلى أخواتي المسلمات مسألة الهاتف، وما أحدث عند اللواتي لم يحملن إيماناً ولا مراقبة من شر مستطير، وهناك كتيب سوف يصدر قريباً لإحدى المسلمات المؤمنات اسمه أيتها المسلمة احذري التلفون الهاتف ورأيت من بعض التقريرات والاستقراءات مما أحدث هذا الجهاز من مضرة، وما هتك من أعراض، وما ضيع من حشم ما الله به عليم، فنسأل الله أن يصلح الحال، ولكن حذار حذار من الخلوة بالأجنبي.

ومن الفقه الأعوج، ومن السفه أن وجد عشرات بل مئات من النساء يحضرن صلاة التراويح يردن الأجر والمثوبة، لكن تركب مع السائق الأجنبي في الخلوة فيجوب بها الشوارع ويذهب بها إلى المسجد، فأي طاعة وأي قربة وأي حسنات وأي درجات هذه، عصت الله في أول الطريق حتى وصلت إلى المسجد وأغضبت المولى تبارك وتعالى حتى وصلت إلى بيت الله تعالى متعطرة متطيبة مع سائق أجنبي في خلوة محرمة ثم دخلت المسجد لتؤدي نافلة.

والله لجلوسها في بيتها أرفع وأولى، ولمقعدها في عقر دارها أحسن عند الله مثوبة وأجراً، إنها هتكت جلباب الحياء، وأفسدت أكثر مما أصلحت، وعادت من المسجد مأزورة لا مأجورة، ومدحورة لا مشكورة، لأنها عرضت نفسها للفتن، وكم تفتن القلوب وكم تحدث في النفوس من فتنة عارمة إذا شم أحد الناس الفاسقين الطيب الذي يفوح من جلباب هذه المرأة، إذا نظر إليها أو خلا بها، فإلى الله نشكو حالنا، وإلى أخواتي المسلمات أنادي نداء حاراً أن اتقين الله في هذه الأمة؛ في مستقبلها وفي أبناء الجيل، وفي بيوت المسلمين والمسلمات.

<<  <  ج:
ص:  >  >>