شاب يحلق اللحية فيجد الغلظة والفظاظة من الملتزمين فنرجو النصيحة؟
الجواب
وأنت في توبة طيبة كأنك تريد الهداية الكاملة المطلقة، وما قلته يا أخي فنحاكم هؤلاء جميعاً إلى شرع الرسول عليه الصلاة والسلام، ونقول: إن الله تعالى يقول: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم:٤] ويقول: {وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}[آل عمران:١٥٩] ويقول: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}[التوبة:١٢٨] فالفضاضة ليست واردة حتى مع طاغية الدنيا فرعون، أرسل الله موسى وهارون فقال تعالى:{فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}[طه:٤٤].
يا أخي: إن وجدت إنساناً أغلظ عليك بهذا فاعلم أن الكل لا يفعلون هذا، إن عندنا حكماء فطناء ألباء، لا يظن السامع أن الناس كلهم متطرفون كما يقولون، والله ما سمعنا أنهم أزعجوا أو أنهم روعوا الأمن، وما سمعنا أنهم أحدثوا في البلد فتنة، ولا زلزلوا الكيان، وإنما سمعنا الانضباط والحكمة والرشد والحمد لله، فأنت تحمّل هذه منا، ونضمن إن شاء الله ألا تعود إليك، ولكن نطالبك أمام هذا الجمع الحافل أن تطلق لحيتك كما أطلقها رسول الهدى عليه الصلاة والسلام، فهو حبيبك وما حضرت هنا إلا لتحيي سنته، وترحب بدعوته وشرعته، وما حضرت هنا إلا لصلاح فيك وإشراق في قلبك، غيرك يوم أن حضر الناس هنا حضر في الشاطئ، وغيرك يوم أن أتى الناس يسمع المحاضرة هنا بقى يسمع الأغنية الماجنة، وغيرك يوم رفع الناس المصحف رفع المجلة الخليعة، فإنها ليلة أنت تولد فيها إن شاء الله بدعوات المؤمنين.
هي ليلة فيها ولدت وشاهدي فيما رأيت الأرض والمريخ
فنسأل الله أن نكون شهداء لك، وأن تكون شهيداً لنا عند الله على الهداية والاستقامة، ونسأل الله أن يثبتك وشباب الأمة، وأن يزيد فيكم من الصلاح.