[خلاصة موقفنا من الرسول صلى الله عليه وسلم]
أيها الإخوة: إن موقفنا من الرسول صلى الله عليه وسلم يتمثل في أشياء ثلاثة:
أولاً: أن نعيش سيرته.
ثانياً: أن نتأدب بأدبه.
ثالثاً: أن نكثر من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم.
واعلموا أنكم لن تجدوا في العالم كله أزكى منه قلباً، ولا أطهر ولا أوضح منه منهجاً، ولا أحسن منه سيرةً صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:١٥٩] وقال تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [الشورى:٥٢ - ٥٣].
أيها الإخوة الكرام: هي أربع نقاط أحببنا أن نتدارس مع هذه الوجوه الخيرة النيرة فيها وهي:
الأولى: موقفنا من الكتاب العظيم، من القرآن الذي أهملناه وما حفظناه.
الثانية: موقفنا من الرسول صلى الله عليه وسلم.
الثالثة: موقفنا من أيامنا وأوقاتنا الغالية.
والعجيب أن أحد الأمريكان له كتاب موجود في السوق، عنوانه: دع القلق وابدأ الحياة، وهذا الكاتب اسمه: دايل كارنيجي، يقول فيه: الأمريكان يقرءون في اليوم والليلة ست عشرة ساعة من أربع وعشرين ساعة.
وهم لا يعتقدون أن الله يبعث الناس يوم القيامة، ونحن الذين نحن من سلالة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ونقول: أننا فتحنا العالم، وكلما أتانا إنتاج قلنا: هذه بضاعتُنا رُدَّت إلينا، ونقول نحن في مهبط الوحي، ولا يقرأ الواحد منا - إلا من رحم الله - في اليوم ساعة أو ساعتين، وإذا قرأ ساعة ذهب وأخبر إخوانه وجيرانه أنه قرأ ساعة، ويقول: مللت وأصابني النعاس وأصابني كذا وكذا.
فلذلك سوف يكون أهل الكفر الذين لا يعلمون إلا ظاهر الحياة أكثر منا قراءة يقول موشى ديان الميت الهالك إلى نار جهنم: العرب لا يقرءون، وذلك عندما قيل له: نشرتم أسراركم في صحفكم فكيف إذا قرأها العرب؟! قال: إن العرب البدو أسوأ منا، فيقرءون أقل منا.
فنحن أقل الناس قراءة.
فالذي أريده منكم أن تُقْبِلوا على مكتباتكم، وأن تستشيروا معلميكم في الكتب الجيدة، فإنه ليس كل ما يُعرَض في السوق يُشْتَرى، بل تأخذون الكتب النافعة الطيبة كـ الصحيحين وكتب ابن القيم، وكتب ابن تيمية، وكتب ابن كثير، وكتب التفاسير التي تزيدكم علماً ويقيناً وتهديكم إلى الصراط المستقيم، ثم أدلكم على الشريط الإسلامي أن تقتنوه في سياراتكم وبيوتكم بدلاً من شريط الأغنية.
مسلمٌ ويستمع الغناء! مسلمٌ ويستمع العهر والفجور! مسلمٌ ويستمع ما يُقال في الفحش!
يقول عمر بن عبد العزيز لأبنائه: [[الله الله لا تستمعوا الغناء، فوالله ما سمعه مستمع إلا حبب إليه الفاحشة]].
ويقول عقبة بن عامر القائد المسلم الكبير فاتح أفريقيا لأبنائه: [[أسأل الله عز وجل أن يعصمنا وإياكم من الغناء، فوالله إذا سمعتموه لن تحفظوا كتاب الله أبداً]].
فالغناء هو سبب إضاعتنا للقرآن، وسبب ضياع أوقاتنا، وسبب إنهاء علمنا من رءوسنا.
أيها الإخوة الفضلاء: لا أريد أن أطيل عليكم، وإلا فالحديث كثير، و (يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق) وأشكركم شكراً جماً على تواضعكم وبقائكم، فجزاكم الله خير الجزاء، وشكراً لكم الشكر الكبير.
وأسأل الله الذي بيده مفاتيح القلوب أن يفتح على قلوبنا وقلوبكم، وأن يهدينا وإياكم سواء السبيل، وأن يجعل منا ومنكم مفاتيح للخير ومشاعل للهداية، حتى نقود أنفسنا وبيوتنا ومجتمعاتنا إلى سواء السبيل، فنعرض عمن أعرض عن الله، ونتحاكم إلى شرع الله، ونستروح إلى هداه ونسير على منهجه وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم.
اللهم افتح علينا من فتوحاتك، واهدنا سواء السبيل، وتقبل منا ما قلنا وما استمعتم.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.